لعلّ ظاهرة الإنجاب خارج إطار الزواج تعدّ من أبرز الظواهر التي تفاقمت في تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011 نظرا لتعدد الأسباب الإجتماعية ولضعف دور الدولة في القيام بالحملات التوعوية أو لكونها ظاهرة تتضارب مع التقاليد والأعراف الاجتماعية وغير مرغوبة للنقاش فيها في تونس. ورغم أن ظاهرة الانجاب خارج إطار الزواج تخلّف ضحايا(أطفال وأمهات عازبات) يصعُب اندماجهم في المجتمع التونسي إلا أن نسبتها مرتفعة في تونس وتصل إلى أكثر من 2000 حالة إنجاب سنويا وفق ما تؤكده منظّمات من المجتمع المدني ومختصون في علم الجنس والوفاق الاسري. في هذا السياق، بيّن المكلف بالنشر والإعلام بجمعية الأم والطفل بقليبية، هيثم محفوظ ، لحقائق أون لاين أن حالات الإنجاب خارج إطار الزواج في تونس في نسق تصاعدي وأصبحت تصل إلى أكثر من 2000 حالة إنجاب سنويا. وأفاد هيثم محفوظ أن أغلب أعمار الأمهات العازبات اللواتي أنجبن خارج إطار الزواج تتراوح أعمارهن بين 18 و 38 سنة. وتتخلى أغلب الأمهات العازبات اللواتي أنجبن خارج إطار الزواج عن أطفالهن في الشوارع وأمام الجوامع أوالمقاهي أوفي المستشفيات العمومية وذلك من خلال مغالطتهن لإدارات المستشفيات في تقديم الهويات. وتتكرر حالات الإنجاب خارج إطار الزواج، بحسب محدثنا، لدى نسبة كبير من الفتيات نظرا لغياب معالجات علمية لهذه الظاهرة و اقتصار الجمعيات على تبني الأطفال. وبيّن هيثم محفوظ أن جمعية الأم والطفل بقليبية تحتضن خلال هذه الفترة حوالي 40 طفلا رضيعا وتقوم بإيوائهم لمدة سنتين قبل أن يتم تبنيهم من منظمات عمومية أومن عائلات مشيرا إلى أن نشاط الجمعية يشمل كامل ولايات الجمهورية و وذلك بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية. وكشف عن زيارة حوالي 30 أم عازبة للجمعية لتفقد رضيعها في حين تتخلى نساء و فتيات أخريات عن أبنائهن أو يتم تبنيهم من العائلات. وبحسب إحصائيات الجمعية المذكورة تتفاقم ظاهرة الإنجاب خارج إطار الزواج سنويا خاصة في المناطق والجهات الساحلية نظرا لكثرة السكان ولكونها مناطق سياحية. وتشير نفس المعطيات إلى أن أكثر العلاقات التي ينتج عنها إنجاب خارج إطار الزواج هي العلاقات الجنسية التي تتم بقناعة الطرفين و وغلى أن أغلب الأمهات العازبات يصرحن بأنهن أنجبن أطفالهن بعد إقامة علاقة حب. الجهل بالعلاقة الجنسية أبرز أسباب الإنجاب خارج إطار الزواج اعتبر المختص في علم الجنس والوفاق الأسري، هشام الشريف، جهل فئات واسعة من الشباب التونسي بالعلاقة الجنسية وولوجهم إلى المواقع الإباحية من أبرز أسباب ارتفاع ظاهرة الإنجاب خارج الإطار الزوجي بعد الثورة. و أكد هشام الشريف بدروه أن نسبة الإنجاب خارج إطار الزواج تصل إلى أكثر من 2000 حالة إنجاب سنويا. وأرجع الشريف في حديقه حقائق أون لاين، ارتفاع هذه الظاهرة إلى الغياب التام للبرامج التوعوية والبرامج التربوية في الثقافة الجنسية وارتفاع رواد المواقع الإباحية بعد الثورة. وينتج عن غياب البرامج التربوية والتوعوية، بحسبب هشام الشريف، وجود فئات شبابية جاهلة وغير واعية بأساب الحمل وطرق الوقاية منه مقترحا فين نفس الوقت تخصيص مواد تربوية جنسية تكون كمواد اختيارية في برامج التدريس بهدف توعية الشباب والشابات بالعلاقات الجنسية وبأسباب الحمل. وفي نفس الشأن، أشار المختص في علم الجنس والوفاق الأسري إلى أن 40 % من العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج ينتج عنها حالات إنجاب مبينا أن الانجاب خارج اطرار الزواج يتكرر لدى بعض الفتيات مرتين أو ثلاث بسبب جهلهن بعلوم الجنس وفترة الخصوبة. وتتكرر عمليات الإنجاب والحمل دون زواج بصفة أعلى في الأوساط الريفية نظرا لعدم الدراية بالعلاقات الجنسية أو لدى المعينات المنزلية اللواتي يتم استغلال فقرهن من صاحب البيت أو من أبنائه ليمارس معها الجنس. وتتراوح نسبة الأمهات العازبات الراغبات في الإنجاب خارج إطار الزواج بين 2و3 % في حين ترتفع نسبة الأمهات غير الراغبات في الحمل دون زواج.