: باحث في النباتات الطبية والتغذية تعرف هذه الفترة من السنة موسم تقطير الزهر بكامل تراب الجمهورية على غرار مدينة أريانة التي يقع فيها تقطير الزهر وورد أريانة في أوائل شهر ماي، وتعرف مدينة أريانة بتاريخها الحافل وأزهارها المتميزة. وتختص بعض الجهات بأنواع من الزهور كمدينة زغوان المعروفة بتقطير زهرة النسري ومدينة نابل معروفة بتقطير الزهر وأوراق الأرنج (المنصوح به لمقاومة ضربة الشمس). وتجدر الاشارة الى انه يتعين تقطير الازهار والورود والنباتات في أوعية نظيفة ومن المستحسن ان تكون من البلور المعقم او من الفخار مع ضرورة الحذر من اسوداد القطار المصنوع من الالمنيوم. ووردة اريانة نبتة حجمها صغير، تتميز بشوكها القصير المعقف وورقاتها ذات ال 25 تويجة وهي الاكثر شيوعا في استخراج العطور الشذية والزيوت التجميلية، إذ أن الضمادات المبللة بماء الورد البارد ذات فعالية هامة للقضاء على التهاب جفون العين فضلا عن تجميل النظر ومنحه مظهرا مبهرا. ولوردة اريانة استعمالات في شتى التطبيقات على غرار معالجة القروح وأمراض الشيخوخة والرمد والالتهابات حيث نوه الكثير من العارفين بالوردة الحمراء ولاسيما أبوبكر الرازي الذي قال بفعالياتها ضد مرض السل الرئوي الرهيب ووقع اعتمادها فيما بعد في العديد من الأدوية وبخاصة خلال القرون الوسطى وعصر "الرونيسانس". وللاشارة فإن عيسى البكوش رئيس مدينة اريانة سابقا هو باعث مهرجان عيد الورد منذ اوائل الثمانينات من القرن الماضي وعمل على التعريف بورد أريانة في تونس والخارج وهو أيضا الأب الروحي لتوأمة مدينة أريانة مع سلا المغربية وبلدية قراس بفرنسان ومنذ ذلك التاريخ لم تسجل مدينة أريانة أي تظاهرات بذلك الحجم عدا أحياء المهرجان لتسويق الفخار والمواد التجميلية. وتتعدد أنواع الورود مع الزمن حسب الأقاليم والبيئة أفضلها في تونس ذات العبير الطيب والمنافع الطبية والعلاجية والغذائية خاصة، اذ تستحلب بتلات هذه الورود بالماء وتنتفع بخصائصه العلاجية والتجميلية وقد استعمله الحكماء في طب العيون في بابل وفارس والعراق قديما والمصريون والفينيقيون الذين نشروه في جميع انحاء العالم وصولا إلى شمال أوروبا وامريكا، كما قدسه الرومان لمنافعه المتعددة.