في الوقت الذي تحاول فيه بعض الأطراف رأب الصدع بين الباجي قائد السبسي رئيس الحكوم السابق ومحمد الحبيب بوصرصار الواعظ الديني بوزارة الشؤون الدينية بعد التوتر الحاصل الذي وصل الى القضاء اثر ما اعتبر دعوة صريحة من الواعظ لقتل قائد السبسي، رفع عدد من المحامين من مدينة المنستير قضية ضد محمد الحبيب بوصرصار أمام وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بالمنستير. فقد تقدم كل من الأساتذة علالة الرجيشي محامي الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، نبيل البديوي، رجاء غديرة وعلي الشبيل بشكاية إلى وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بالمنستير ضد محمد الحبيب بن صالح بوصرصار ذكروا فيها أنه وبمناسبة المسيرة التي نظمتها جبهة الجمعيات الإسلامية يوم الأحد 25 مارس الماضي بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة، قام المشتكي به بإلقاء خطبة على المشاركين في المظاهرة قائلا حرفيا الموت، الموت للسبسي ولعصابة السبسي ولعصابة بورقيبة... واعتبر العارضون أن تلك الواقعة التي تم تسجيله وبثها من قبل القنوات التلفزية والمواقع الافتراضية أدت إلى احتقان وشعور لدى العديد من المواطنين وخاصة منهم البورقيبيين الذين أحسوا بأنهم مهددون بالقتل من طرف فئة معينة. واعتبر العارضون أن ما صدر عن المشتكي به يعتبر حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا وإثارة الهرج والقتل بالتراب التونسي المعاقب عليه بالفصل 72 من المجلة الجزائية الذي اقر أنه يعاقب بالإعدام مرتكب الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة أو حمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي. وطالبت الشكوى بفتح تحقيق في الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة قصد تتبع المشتكي به من اجل التهمة المذكورة. وكان الباجي قائد السبسي، تقدم عبر محاميه الأستاذ عبد الستار المسعودي بشكاية إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد محمد الحبيب بوصرصار على خلفية خطاب هذا الأخير يوم 2 مارس الماضي. وأشار المحامي أن دعوة هدر دم منوبه تعد سابقة خطيرة لا على السلامة الجسدية فحسب بل على السلم الاجتماعية مؤكدا أن التحريض الصريح على القتل يعد جناية على معنى الفقرة 2 من الفصل 222 من المجلة الجزائية وطلب فتح بحث في الموضوع وإحالة المشتكى به ومن سيكشفه البحث على التحقيق من اجل الاعتداء بما يوجب عقابا جنائيا. وقد رّد الحبيب بوصرصار تعليقا على ردود الفعل التي خلفها خطابه، أنه كان يقصد الموت السياسي للباجي قائد السبسي. ومن المنتظر أن تنظر المحكمة هذا الأسبوع في الدعوة المرفوعة من قبل الباجي قائد السبسي