ألغي ما كان متعارفا عليه من مدلول مصطلح العبودية بنصوص القوانين والمواثيق الدولية، ولكن كثيرا من الناس يحملون جينات العبودية في دمائهم ويتوارثونها عبر الاعراق الدساسة، أقواما يهبهم الله "العزّ" "فيجردون" أنفسهم منه ويختارون المذلة ويرتضون أن يكونوا دوما "مهطعين رؤوسهم لنخاس"*. هذا ما هو كائن من أمر عبيد عصرنا وأما "العضاريط في لغة العرب فهم الأجراء على طعام بطونهم"** وهو معنى لا يختلف كثيرا عن العبودية! ... بل يتعداه أحيانا ليشترك مع الكلاب والجوارح التي يستخدمها الأنسان للنهش مقابل أن يكون لها شيئ مما تناله أنيابها ومخالبها! وبيان ما قلنا في هذه المحاورة عبر الهاتف: + سلام صابر، هل لديك موضوع جديد لقديدك؟ كثرت الضباء عليّ يا صاحبي وما عدت أدري أيها أصيد! ... وأصدقك القول كلها عجاف موبوءة لا تساوي قيمة نبالي! + لدي موضوع مهم أعتقد أنه يستحق منك ولو نبل أعوج لا تريد أن تحتفظ به في كنانتك! ومن تراني أرمي بنبل أعوج؟ + هل اطلعت على ما "قاءه" العبد الذليل في جريدته، "لكل العبيد"؟ لدي فتوى من أحد مشايخي مفادها أن لمس بعض الجرائد التونسية حكمه حكم "الحدث الأكبر" يستوجب الوضوء والغسل! ... ولكن وصلني شيء في بريدى منذ أيام يتحدث عن المعارضة العميلة لإسرائيل! والفارة من بطش "المقاومة الدحلانية"! ... والغريب أن هذا الذي يندد بالعمالة لإسرائيل كتب منذ سنين أنه يقبل بألف "موشي" ولا يقبل بالغنوشي! + ما أتحدث عنه صدر اليوم ولم يصدر منذ أيام! - لم أره إذا ولا أريد! + أنا أيضا ما كنت أريد أن أراه ولكنه وقع بين يدي بطريقة قد تكون مدبرة! وأعتقد أنه من الضروري أن ترى ما فيه لتعلم أين نحن! ... ومع أي خصم نتعامل! - قلّي ماذا فيه، وإن كنت لا أستغرب من "القمة" أن تصدر عنها روائح كريهة ومؤذية! فكل إناء بما فيه ينضح، والشيء من مأتاه لا يستغرب! + صدقني لقد بلغ الأمر درجة لايمكن إلا أن تستغرب من فضاعتها! - حيرتني، الق ما في جرابك وخلصني! + أتعتقد أن الأمر سهل علي؟ ... إنني لا أستطيع أن أقرأ لك هذا الكلام البذيء فلم أتعود على التفوه بمثله! ... إنه اعتداء على الذوق والأخلاق الحميدة يا صاحبي! حيرتني ولكنني أعتقد أن هناك رقابة لا تسمح بتجاوز درجة معينة من السخف والحقارة وإلا عاد الأمر على أصحابه عكسيا! + هؤلاء القوم ليس لهم ضوابط فما كان يتفوه به جلادو الداخلية دون أن يسمح بتسجيله أو توثيقه! أصبحوا يكبونه علنا في مزابلهم التي تسمى عبثا وزورا "جرائد"! - هات أسمع! + صدقني لا أستطيع! - سادتنا الفقهاء قالوا ناقل الكفر ليس بكافر وعلى ذلك فقس ناقل البذاءة! + ولكن نفسي لا تطاوعني مع ذلك! أستحي من نفسي ومنك! ويبقى الحياء شعبة من الإيمان! - أسمعني حتى أعرف عدونا! ... اقرأ وضع أصابعك في آذانك وسأغمض عيني وأسمع فقط! + هل أنت وحدك في الغرفة؟ نعم! + اسمع ياسيدي الأخلاق الحميدة التي تسمح المراقبة بتمريرها، والتي ترعاها الداخلية والوكالة! (صوت مشوش) قد قرأت لك بعض الكلمات ولكنني لم أقرأ كل شيء! سأصور لك هذه الفقرة واقرأ بنفسك! نعم لقد قرأت وليتني لم أفعل وقد فهمت الآن ترددك! ... لم أكن أتوقع أن تصل بالقوم الدناءة إلى هذه الدرجة لو أن ما قالوه صحيحا، فكيف بهم وهم يؤلفون قصصا يعرفون أنها كاذبة ويعرفون أن الناس يعرفون أنهم يكذبون! ... قالوا من قبل قيادي إسلامي يمارس اللواط في السجن وعرضوا لذلك أفلاما! ... وقالوا الشيخ الفلاني يمارس الرذيلة في مكتبه وعرضوا لذلك أفلاما! ... فلم يصدقهم أحد؟ + أولئك هم خصومنا الذين نعارضهم! ... فهل ينفع مع هؤلاء القوم معارضة؟! ... ثم ألا ترى صاحب هذه البذاءات هو نفسه على مدى السنين؟ وأن الجهة الداعمة والحامية هي نفسها؟ - لو أنهم قالوا ما قالوا في التي كتبت "حاكمة قرطاج" لقلنا:" ثأر وهذه بتلك"! ولكنهم عجزوا عنها فأصابو غيرها بجهالة! ... بل أصابوا أنفسهم! ... لو كان فيهم أمرؤ رشيد ما سمح بمثل هذه البذاءات التي تسيء إليهم وتعجل بنهايتهم! + تلك هي القصة فقدد وملح أو اعرض وتجاهل! - هذه لا ينفعها قديد وإنما أحذية تصفع وترجم وأخرى تدوس! ... ولا يظنن أحد أنه في منعة من ذلك، فقد ظن من قبله أقوام أنهم في منعة من سلطانهم وقوتهم ولكن داستهم الأحذية وأزهقت أرواح بعضهم! * من شعر بحري العرفاوي **ورد التعريف في مقال لأم زياد بصيغة المفرد