تواترت الاخبار في الايام ألأخيرة عن العمليات الارهابية في تونس و في اماكن مختلفة في دول غربية و عربية وافريقية و آخرها كان يوم امس بنيجيريا. و تعددت ضحايا هذا الغول بمختلف جنسياتهم وأديانهم و ايديولوجياتهم فالارهاب اعمى و لا يختار اهدافه. و الارهاب الذي بقي مجهول الهوية رغم انه غالبا ما يلبسونه لباس الاسلام فهو برأيي مصالح تتلون وشركات وسلاح يريد ان يباع و اقتصاد يريد ان يتحرك وله قرار يريد ان يبقى في يديه ، وله دعم لوجستي وفني وسياسي من طرف الدول الكبرى المتحكمة في هذا العالم بمختلف مكوناته. و لئن كان الارهاب نتيجة سلبية حتمية للتطرف فهو عدسة كاشفة لمشاغل الناس و معاناتهم اليومية مثلما حدث في المناطق النائية في المغيلة و السبيبة حيث كشف هذا الغول تقصير الدولة في تلك الجهات و رسم وصمة عار في جبين كل السياسيين و المتاجرين ببؤس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. ان الإصرار على إسناد الأعمال الإرهابية للإسلام و الاسلاميين جهل بيِّن يخدم أجندات دول بعينها فالاسلام منه براء و هو دين السلم و السلام وينبذ العنف بجميع انواعه وكل يسعى الى استغلال هذه الظاهرة حسب مصالحه و يوظفها كيفما يشاء و يسوقها اعلاميا حتى تكون له منفعة مباشرة على حساب تعاسة الاخرين لمثل هؤلاء نقول "ان لم تستحي فافعل ما شئت". و بالنسبة لهذه الظاهرة في ربوعنا فهي برأيي تحتاج بالأساس الى معالجة فكرية و اجتماعية و اجتثاث الارهاب من جذوره بالتدخل السريع لفائدة المناطق النائية و النهوض بها عبر تفعيل البرامج التنموية و توفير العيش الكريم لكل المواطنين حتى لا يكونو عرضة لاستقطاب الجماعات الارهابية او هدفا لهم فجميع هذه التنظيمات أو المجموعات تستهدف ديننا وأمتنا مهما كان بينها من اختلافات وخلافات و تجد في ضعاف الحال فريسة سهلة المنال. فمكافحة الارهاب يجب ان تكون بارادة فعلية من الدولة و مساهمة فعالة من المجتمع المدني و من كل من في قلبه بذرة خير فالمؤمن للمؤمن رحمة. ان أريد الا الاصلاح ما استطعت و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب.