الحكومة التونسيّة شريكة في جريمة التحيّل والدجل والشعوذة للدجّال والمشعوذ المكنّى كمال المغربي.. مادامت الحكومة التونسيّة أعطته رخصا للانتصاب القانوني كمعالج روحاني أو غيرها من الصفات.. فمعنى ذلك أنّها تعترف بنشاط لم يثبت العلم ولا الواقع ولا التجربة بيقين قاطع بصحّة قدرته على العلاج الفعلي والحقيقي للناس.. طبعا نحن نلوم الناس على تصديق مثل هؤلاء المشعوذين والذهاب إليهم.. ونلومهم على الاعتقاد في أنّ قراءة أمثال كمال المغربي (وهم كثيرون للأسف) لطلاسم وشعوذات مغلّفة ببعض القرآن الكريم على رؤوس الناس.. أو شرب سوائل لوّثها ببصاقه وفمه الذي يظنّونه طاهرا ومباركا.. قادر على شفائهم وعلى تخليصهم من آلامهم وتحقيق أمنياتهم.. لكنّ للناس أيضا بعض العذر مادام الرجل يكتب (وهو صادق في هذه) بأنّه مرخّص له من الدولة.. فذلك الترخيص يزيد الرجل مصداقيّة في نظر عامّة الناس والبسطاء والسذج.. لأنّهم يعتقدون بأنّ الدولة وإن كانت لا تقوم بدورها في محاربة المتحيّلين المعروفين علنا فعلى الأقلّ هي لا تعطيهم ترخيصا.. فإن أعطتهم ترخيصا كان ذلك علامة ودليل على صحّة ما يمارسونه… وفي القانون التونسي فإنّ كلّ من استعمل "صفات غير صحيحة أو التجأ للحيل والخزعبلات التي من شأنها إقناع الغير بوجود مشاريع لا أصل لها في الحقيقة أو نفوذ أو اعتماد وهمي أو التي من شأنها بعث الأمل في نجاح غرض من الأغراض أو الخوف من الإخفاق فيه أو وقوع إصابة أو غيرها من الحوادث الخيالية ويكون قد تسلم أو حاول أن يتسلم أموال.." يعدّ متحيّلا على معنى الفصل 291 من مجلّة القانون الجنائي.. أي أنّ قبض المال من أشخاص مع إيهامهم ووعدهم بتحقيق أشياء خياليّة ووهميّة لا وجود لها ولا يمكن تحقيقها هو ضرب من التحيّل يعدّ جريمة مستوجبة للتتبّع والمحاكمة والعقاب.. أمّا الكثير من الجمعيّات والمنظّمات التونسيّة المعروفة التي يفترض بأنّها ترفع لواء الدفاع عن الناس والمجتمع والمواطنين، وعن حقوقهم ومكانتهم في تونس.. فهي تلازم صمت الخرفان.. وتراها لا تجد في الممارسة الجماعيّة للسذاجة والتخلّف.. وفي التحيّل العلني للدجّالين على نطاق واسع والتغرير بالناس.. شيئا يستحقّ الاحتجاج ضدّهم أو ضدّ الوزارات المعنيّة أو يستحقّ إصدار البيانات أو الضغط على الحكومة أو عقد الندوات الصحفيّة أو التشهير أو رفع القضايا.. مادام الامر لا يتعلّق مثلا بحقّ المثليّة الجنسيّة والشذوذ وتعرية الصدور وممارسة الموبقات واستهلاك المخدّرات…!!!!!!!!