معرض الفنان التشكيلي محمد بن الهادي الشريف الذي أفتتح بقاعة القرماسي 44 شارع ديقول بالعاصمة يوم الإربعاء 28 ديسمبر 2016 في حدود الساعة الخامسة مساء ليتواصل إلى غاية يوم الاثنين 10 جانفي 2017 شهد حضورا مكثفا حيث غصت القاعة بعديد الوجوه الثقافية و الجامعية و الإعلامية بالإضافة إلى رسّامين و مولعين بفنّ الرّسم جاؤوا من خارج العاصمة. كما شهد المعرض حضور مديري أروقة الفنون بولاية تونس و بولاية بن عروس. المعرض احتوى على عديد اللوحات التشكيلية الحاملة لمختلف القضايا الاجتماعية و السياسية و الفكرية اللصيقة بواقع البلاد و عالجت ما تعيشه تونس منذ الثورة و ما تطمح بعض التيارات السياسية و المجتمع المدني إلى تحقيقه . على هامش هذا المعرض التقينا ببعض الحضور الذين أفادونا مشكورين بما يلي: الأستاذ الحبيب بيدة مدير المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس: " لم يفاجئني المعرض بلوحاته الإبداعية حيث أني أعرف الرسام محمد بن الهادي الشريف و قد اطلعت على عمله خلال المعرض الذي أقامه بمنزله سابقا. الرسام محمد الهادي الشريف أول عصامي يقدم تجربة مختلفة عن تجارب العصاميين بصفة عامة و التي يعتمدون فيها على مشاهد من الحياة اليومية و الشعبية فكأنه قرأ تاريخ الفن و تعرف عليه . و في هذا المعرض نجد تجارب عديدة من الفن التجريدي التعبيري في صيغة شخصية و كأنه معرض جاكسون كلوك و هاري تشنسكي و غيرهم. لذا أقول أن سي محمد معصوم من الخطأ حسب التعبير الفني إذ لم يتعلم الفن أكاديميا و دخل مغامرة شخصية اعتمد فيها على الحدس و كلما يقدمه غير قابل للنقد الأكاديمي بل قابل فقط للإبداع و اللذة ." الأستاذ محمود بن جماعة متفقد عام للتربية شاعر، مؤلف و مترجم : " أعجبت بالمعرض حيث هناك تنوع في المواضيع و في الأشكال التعبيرية، ليس هناك إتباع لمدرسة معينة بل سعى الفنان محمد بن الهادي الشريف إلى خلق أساليب في التعبير التشكيلي يتخللها إحساس مرهف و نظرة نقدية للأشياء." المهندس المنصف الشعري مدير الطيران المدني الأسبق و مدير بديوان المواني الجوية التونسية و المطارات سابقا: " حقيقة لقد أبهرنا الفنان و الرسام التشكيلي محمد بن الهادي الشريف بأعماله الفنية التي جاءت صادقة و معبرة عن مشاعر مرهفة و أحاسيس تعانق جمال الكون و على رأسها حب الحياة و الحرية و التعايش و السلام بين الإنسانية قاطبة دون تمييز بن اللون أو الدين أو العرق و غيرها . . . و نحن نعتقد جازمين أن سي محمد بن الهادي الشريف الفنان العصامي و الذي خرج علينا بهذا العمل الإبداعي و هو في سن الرابعة و السبعين من عمره يصح عليه ما يقال أول الغيث قطرة. " السيد المنجي ذياب رجل أعمال: " أنا شخصيا أعتبر ما قدمه الفنان محمد بن الهادي الشريف دون الدخول في التحليل الأكاديمي لرسومه عمل جبار يشكر عليه جزيل الشكر لأنه أنجزه في سن متقدمة أطال الله عمره في حين اختار الذين في عمره الانزواء و الانطواء و التفنن في قتل الوقت بين المقهى و الأخرى. " السيدة منى الشريف رئيسة مصلحة بوزارة التعليم العالي و البحث العلمي : " الفنان محمد الشريف هو في شخصه مصدر إلهام و إيحاء للنشاط و الإيجابية في التعلق بالحياة فهو شقيقي و يكبرنا جميعا سنا في العائلة و أنا أعتبره مرجعنا في العائلة فنجن نعود إليه في كل كبيرة و صغيرة . و على العموم إني أعتبر أخي محمد بن الهادي الشريف موهبة ربانية فهو عصامي التكوين و ما أتحفنا به لم أكن أستبعده في يوم من الأيام خاصة و انه وفق بين أعماله الفنية و حياته العائلية التي حباها بالرعاية و الإحاطة ." السيدة نجوى خيري أستاذة : " بالنسبة إلي فإن الفنان محمد بن الهادي الشريف بقدر ما كان فنانا عصاميا فقد أبدع إبداعا كبيرا و الأهم في هذا المعرض أن الأشكال التعبيرية التي اتخذها في رسومه لم تكن عادية ، إنني على يقين أنه في بداية العطاء و مازال في مستقبل الأيام سيفاجئنا بما هو أروع. " كما التقينا بالفنان نفسه السيد محمد بن الهادي الشريف الذي أكد لنا أن الهدف من أعماله المستقبلية بحول الله ترمي إلى ربط لوحاته بمضمون ديوان شعره الذي يتهيأ لإصداره في قادم الأيام و الذي يحوم حول نظرته للحياة الثقافية و السياسية و خاصة الارتباط بالهوية و الأصالة و الدفاع عن الحرية في كل مجالات الحياة خاصة منها حرية الفكر و التعبير و المعتقد دون تعصب أو إقصاء و دون النزول إلى مستوى الإسفاف و الشعبوية بإسم الحرية. في الأخير لابد أن نقول كإعلاميين أن الفنان محمد بن الهادي الشريف العصامي التكوين في فن الإبداع و الرسم التشكيلي قد تعلقت همته بإثبات موهبته و كانت و لا تزال إرادته مصممة على أن يحتل مكانة متقدمة بين الرسامين في هذا المجال و هذا بالطبع لم يتأت إلا بإيمانه الراسخ بما لديه من طاقة مدفونة في أعماق أعماقه الشعورية و النفسية، لذا وجب علينا أن نهمس في أذن وزارة الثقافة بأن تعمل جاهدة على الإحاطة بهذا الرسام و الفنان المبدع و غيره من العصاميين المغمورين و الذين مازالوا يبحثون ليتلمسوا طريقهم و ليخرجوا إلى النور و يثبتوا كينونتهم الإبداعية .