من منطلق حرصنا على مواكبة ما تعيشه المؤسسات التربوية بمختلف أنحاء الجمهورية وخاصة بالمناطق النائية من أنشطة مكثفة تمتد على طوال السنة الدراسية وتجمع بين ما هو تربوي وتثقيفي من جهة وما هو ترفيهي من جهة أخرى، تحولنا مساء السبت 17 نوفمبر إلى منطقة ڨرڨور التابعة لمعتمدية عڨارب من ولاية صفاقس، حيث استقبلنا السيد عبد السلام حافظ العامري مدير المدرسة الابتدائية الرفيفات الذي أكد أن قيام الثورة فسحت المجال واسعا أمامه وأمام الأسرة التربوية بالمدرسة من أجل الانفتاح على المحيط الخارجي بعيدا عن البروتوكولات والتعقيدات الإدارية التاي كانت تميز السنوات الماضية. وخلال السنة الدراسية الفارطة، انتظمت عديد التظاهرات بالمدرسة منها يوم البيئة بمشاركة جمعية صفاقس المزيانة ويوم الحكاية بمشاركة نادي الحكاية بالمكتبة العمومية الجهوية وحفل اختتام السنة الدراسية بمشاركة مجموعة سيزام للتنشيط. نفس النشاط سيميز -على حد وصف محدثنا- هذا الموسم الدراسي من خلال عديد الأنشطة كان من أولها استضافة الجمعية التونسية لمكافحة السرطان التي حل عدد من أعضاء مكتبها الوطني والجهوي بالمدرسة ليتجاذبوا أطراف الحديث مع الأسرة التربوية والتلاميذ وبعض الأولياء حول الجمعية وأهدافها وأهم أنشطتها من ناحية والمنطقة وخصوصياتها وأهم مشاكلها من ناحية ثانية. السيد فرحات بن عياد رئيس الجمعية تحدث إلينا قائلا أن الجمعية تأسست سنة 1987، وتم الاعتراف بها رسميا في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 53 بتاريخ 26-07-1991. والهدف من بعث هذه الجمعية هو معاضدة المجهود والوطني لمكافحة السرطان، وبالتالي فهي تعمل على دعم نشاطات السلطات العمومية والتكامل معها من خلال تعبئة كل القوى والطاقات التي لها استعداد لذلك ضمن ثلاثية مهمة وهي الوقاية والإعلام والتكوين. من ناحيتها، تحدثت السيدة رابحة الصانع بوسلامة الكاتبة العامة للجمعية عن أهم أنشطتها التي تعود إلى سنوات عديدة لعل من أهمها إنشاء مأوى لمرضى السرطان أُطلق عليه اسم “الدار” التي تضم 25 سريرا مفتوحا للمرضى من ذوي الامكانيات المحدودة والذين تستقبلهم “الدار” خلال فترة تداويهم. وأشارت المتحدثة إلى أن أنشطة الجمعية شهدت بعد الثورة انطلاقة جديدة حيث تم تجهيز مستشفى تالة بسيارة إسعاف وأدوية وآلات طبية ومستشفى المتلوي بطاولة جراحية متعددة الاختصاصات ومستشفى طبرقة بآلات طبية تساعد لمخبر التحاليل… مؤكدة أن كل هذه المجهودات ما كان لها أن ترى النور لولا مساهمات أصحاب الخير سواء من الأوفياء للجمعية أو العرضيين. ومن جهتهما، أكدت السيدة ريم بن زيد عضوة الجمعية والسيد محمد كمون المسؤول عن فرع الجمعية بصفاقس أن زيارتهم لڨرڨور تأتي كمحطة ثانية لمشروع انطلق من منطقة أولاد سدرة التابعة لمعتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة، حيث ساهمت الجمعية في تحويل أراض مخصّصة لزراعة التبغ المضرة بالصحة والبيئة إلى أراض فلاحية لغراسة الزيتون والخضر والأعلاف، إضافة إلى تربية النحل. وباعتبارها أصيلة المنطقة، رافقت المربية ياسمينة الجمل أعضاء الجمعية في جولة على عدد من فلاحي المنطقة أين تتواجد البيوت المكيفة التي وإلى جانب قلة عددها وصغر حجمها وافتقارها إلى عديد المكونات الأساسية، تشتكي كثرة استعمال المبيدات الحشرية دون حماية للفلاحين بما يؤثر سلبا على صحتهم وصحة مستهلكي هذه المنتوجات. خلال هذه الجولة، عاين المسؤولون على الجمعية ما يعيشه الفلاحون هناك من إشكاليات مرتبطة أساسا بمحدودية الامكانيات المادية وهو ما ستحاول الجمعية العمل على تلافيه إلى جانب بعث تجارب نموذجية لبيوت مكيفة بيولوجية قد تساعد على تلافي عديد الإشكاليات البيئية والصحية.