يستعد التونسيون للاحتفال بعيد الفطر المبارك من ذلك شراء بعض المواد الغذائية و التي لا تُعتبر من الكماليات.. و لكن المواطن يصطدم عند تجوّله في الأسواق بأسعار " تكوي " !.. فالحوت المالح يقدَّر ب 26.5 دينارا للكغ الواحد.. أما الحلويات البسيطة الشعبية المتعارف عليها لدى الجميع ككعك الورقة و الملبّس و البقلاوة و غيرها فلا يقلّ ثمن الكغ الواحد منها عن 35 دينارا.. و مازال لحم العلّوش في صعود متواصل إذ إن الكغ الواحد منه بلغ 25 دينارا.. أما البقري فالكغ منه يساوي 18 دينارا.. و حتى المرقاز غاضب علينا إذ إن سعر الكغ منه يقدَّر ب 18.5 دينارا.. أما إن أردت أن تشتري لحم دجاج فما عليك إلا أن تدفع 12 دينارا للدجاجة الواحدة.. الملابس.. الأحذية.. الخضر.. الغلال.. لعب الأطفال.. حتى المشروبات و العصائر بمختلف أنواعها.. اشتعلت فيها الأسعار أمام المواطن المحتار.. و ليت الأمر وقف عند هذا الحدّ.. و لكن الأسعار النارية صاحبتها جودة منقوصة حتى لا نقول سيئة.. فالغش موجود في عديد السلع.. و المؤسف حقا أننا بعد أن ندفع من جيبنا و من دمنا أثمانا باهضة نجد سلعا مغشوشة.. هل الحلو العربي مازال بنكهة أيام زمان ؟ ليس دائما ! أحيانا تُصنع البقلاوة من الحمص و " الفراك ".. و الملبّس تغصّ عندما تأكله و يصعب التلذّذ به.. حلويات كالحطب في بعض الأحيان.. و داخلها " يعلم بيه كان ربّي ".. و كذلك الحوت لا فرشك و لا طريّ.. و المرقاز.. الملح و التوابل أكثر من أي شيء آخر.. لعب الأطفال لا نعلم دائما من أي موادّ صُنعت.. و المشروبات و العصائر فيها ملوّنات و إضافات نعلمها و لا نعلمها.. و كل المنتوجات " فيها و عليها ".. هل سيظلّ المواطن في جدال مع معظم الباعة ؟ أو هل سيظلّ يشتكي إلى الله و إلى منظمة الدفاع عن المستهلك طول اليوم ؟ ملاحظة أخيرة : المواطن مسؤول أيضا و ذلك بسبب لهفته على المنتوجات.. ظننتُ أن أسعار اللحم سترخص قبل عيد الفطر نظرا لتركيز الصفاقسية على شراء الحوت المالح كما هو معتاد.. و لكنني وجدتُ الإقبال على شراء اللحوم لا يقل عن الإقبال على شراء الحوت المالح.. من المسؤول ؟ هناك الحكومة بدرجة أولى لأنها لم تتحكم في الأسعار و لم تضرب بقوة على أيدي المحتكرين و المهرّبين و الباعة الغشاشين و الوسطاء الانتهازيين.. و المواطن أيضا مسؤول بسبب لهفته.. عيدكم مبارك