قبل بداية كل سنة دراسية تدور في الخفاء معارك بعضها معلن و بعضها غير معلن بين المديرين و المربين خصوصا في المؤسسات التربوية التي يديرها مديرون غير نزهاء وغير منصفين ويتعاملون بالمحاباة والموالاة محورها توزيع المستويات وجداول الأوقات وتكون هذه المعارك أكثر شدة في المعاهد الثانوية منها في المدارس الابتدائية والإعدادية بحكم نظام الشعب الذي تحتويه. وتكون أشد ضراوة في المواد التي تزدهر فيها تجارة دروس التدارك وخصوصا في مادتي الرياضيات والفيزياء حيث تستعمل جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة من علاقات وقرابات ومصالح وجهويات وتوصيات من أجل الفوز بالأقسام النهائية والشعب العلمية والتي لا يلقاها في النهاية إلا ذو حظ عظيم لدى جناب الحاكم المدير .. لكن الخطير في هذه المعارك هو ما تخلفه من نتائج وخيمة على العلاقات داخل المؤسسات التربوية وعلى التلاميذ ومن انعكاسات على خزينة الدولة نتيجة سوء تصرف بعض المديرين في توزيع المستويات حيث يفصلونها على مقاسات ورغبات أشخاص معينين مما ينجر عنه عدم تلاؤم بين عدد الساعات المطالب بها كل أستاذ و عدد الساعات المسندة إليه في مخالفة صريحة للمنشور الوزاري الداعي الى ضرورة الالتزام بقاعدة الإفعام في انجاز جداول الأوقات الأمر الذي ينتج عنه ساعات إضافية بدون موجب تصل في بعض الأحيان الى ثمان و سبع ساعات في المادة الواحدة بدل ساعتين أو ثلاث على أقصى تقدير .. والغريب هو غياب أي رقابة أو تدخل من المندوبيات الجهوية أو الوزارة لإيقاف هذا الفساد المقنع بالساعات الاضافية المتناثرة المتكاثرة كالأعشاب الطفيلية تحت مسميات عدة من أجل الضغط على تكلفتها الباهظة حيث أن الساعة الواحدة تتكلف على المجموعة الوطنية بما يقارب أربعة عشر دينارا في الأسبوع الواحد كان الأولى صرفها في تحسين البنية التحتية وتوفير الوسائل التعليمية والموارد البشرية لهذه المؤسسات و ندائي لبعض المسؤولين بالمندوبيات الجهوية و بالوزارة أن يتحملوا مسؤولياتهم وينزعوا عنهم جبة تصريف الأعمال التي يرتدونها ويقومون بمراقبة حسن التصرف في الموارد البشرية التي تضعها الدولة على ذمتهم بدل الاكتفاء بلعب دور شاهد ما شافش حاجة لعلهم بذلك يستعيدون مسؤولياتهم و يضعون حدا لهذا النهب المتواصل للمال العام و المغلف بالضرورة البيداغوجية و بعناوين شتى و كي لا نضطر للعودة لهذا الموضوع و فضح كل المسؤولين المتسببين و المتواطئين و المتفرجين في هذه الجريمة المرتكبة في حق البلاد والعباد. منجي دلالة