نفذ الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو بذلك يعترف بها كعاصمة موحدة "للدولة اليهودية". هذه الخطوة لم تفاجئ الكثيرين بل كانت منتظرة، لأنه كان واضحا عندما قال أن نقل السفارة الأمريكية مسألة وقت، كما أعلن عن نيته نقلها أثناء حملته الانتخابية وكرر ذلك أكثر من مرة. في الأثناء لم يتحرك العرب والمسلمون على مستوى القادة والشعوب حتى يتم التراجع عن هذا القرارالذي اتخذه الكنغرس منذ سنة 1995. فبدّل أن يعمد الرئيس ترامب إلى مراجعة وتعديل سياسته والتخلي عما أقدم عليه من خطوات سياسية ، نجده يمارس التغطية على سياسة القمع ويمنع على مجلس الأمن الدولي إصدار قرارات إدانة لهذا السلوك العدواني تجاه مدنيين عزلاً. إنّ ارتفاع حصلية شهداء مسيرات العودة قرب السياج الأمني على حدود قطاع غزة المحاصر إلى أكثر من ستين شهيداً وألوف المصابين من المتظاهرين من الأهالي والصحافيين، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني وقادته وممارسته العنف المفرط دون ضوابط منذ سبعة عقود وأكثر. إن الجمعية التونسية لأئمة المساجد تعتبر: نقل السفارة للقدس إعلان حرب على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بل كشف كل "حلفاء" أميركا وأتباعها في المنطقة وأسقط ورقة التوت التي غطت حقيقة مواقفهم من الصراع العربي الصهيوني،خصوصا من الأنظمة العربية، وخذلانهم للشعب الفلسطيني ومقاومته، وخيانتهم لقضيته، التي تعتبر قضية الأمة المركزية، والتي انتهت بهم في الآونة الأخيرة لوسّم قوى مقاومة للعدو الصهيوني ب"الإرهاب"، وبإشهار تعاونهم وتنسيقهم وتطبيعهم مع كيان العدو الصهيوني، من جهة أخرى. نقل السفارة، "نكبة" ثانية يضع المنطقة أمام تحول خطير، لكونه أعطى لحكومة العدو، الضوء الأخضر، للتصفية العرقية لتسريع خطوات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك وطرد أبناء المدينة المقدسة بهدف تعزيز غلبة المستوطنين الصهاينة وجلب المزيد منهم والذي تطمح حكومة العدو لوصول أعدادهم إلى عتبة المليون صهيوني. صمت المحكمة الجنائية الدولية على جرائم الكيان الصهيوني (وعدم تنفيذ ما سبق وأشارت إليه من محاكمة إسرائيل وكل من يحرض أو ينخرط في أعمال عنف، بما فيها إصدار الأمر أو الطلب أو التشجيع أو المساهمة في ارتكاب جرائم بما هو قابل للمقاضاة أمامها بموجب اتفاقية روما) وهي بالتالي مشاركة في الجريمة. نقل السفارة من تل أبيب لا يستهدف فلسطين والفلسطينيين، فحسب، وإنما يستهدف العرب والمسلمين والمسيحيين مجتمعين، واستفزازا مباشرا لمشاعرهم في كل العالم. والرد عليه لا يكون إلا اتخاذ خطوات عملية ضد الإدارة الأمريكية لا يكون ببيانات الشجب والتنديد والاستنكار، وإنما بالعمل الجاد الذي يبدأ بممارسة شعوب أمتنا العربية والعالم الإسلامي كل أشكال الضغط لدفع الأنظمة ومن بينها سلطة الحكم الإداري الذاتي الفلسطينية للتحرر من اتفاقيات التسوية، ووقف كل أشكال التطبيع والتواصل والتنسيق مع العدو الصهيوني، وفرض المقاطعة الشعبية والحصار الكامل على المؤسسات الأميركية، وتصعيد كل أشكال المقاومة، بما فيها المقاومة المسلحة لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. دعوة السادة الأئمة لتخصيص خطب الجمعة للتعريف بخطورة نقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية من تل أبيب إلى القدس لطمس هوية القدس العربية الإسلامية قصد تهويدها ومحوها من قلوب العرب والمسلمين. والله غالب على أمره وله الأمر من قبل ومن بعد وهو للحق نعم المولى ونعم النصير. عن الهيئة المديرة