ها هو الماء ينزف منذ مساء الجمعة إلى غاية اليوم بزنقة دريرة طريق العين كم 4 ، هاتفنا الصوناد منذ صبيحة يوم السبت 20 أكتوبر و الأيّام الموالية ، و الهاتف 74228828 إمّا مشغول أو يرنّ دون إجابة ، و إن حالفك الحظّ و ردّ عليك أحدهم فأعلم أنّه سيحيلك إلى المصلحة المختصّة على إيقاعات موسيقيّة مطوّلة تدمّر أعصابك و تستنزف رصيدك ، و إن تكرّم عليك أحدهم بالردّ فهو في عجلة من أمره و كأنّك تستعطفه ليقوم بواجبه ، و كأنّ الأمر لا يعنيه و لا يعني المصلحة العامّة … مضى يوم الأحد و جاء يوم الإثنين و حلّت سيّارة الصوناد ليطلّ من نافذتها مسؤول قال إنّه جاء للمعاينة و سيتدبّر الأمر … يحلّ الثلاثاء و بعدها الإربعاء و لا حياة لمن تنادي ، الماء ينزف و يتدفّق بشراهة من قناة الصوناد بقلب النهج ليغمر الأزقّة المجاورة و ليزيد الحفر إتساعا و الممرّ رخوة و ليتسربل الماء تحت الجدران و ليتحوّل النهج – الذي وعدتنا البلدية بتعبيده منذ سنوات – إلى برك مياه و طين و حفر مع ما يعنيه ذلك من مخاطر و تلوّث بيئي ، و اللاّفت للنظر أنّ ذات الخلل عانينا من تبعاته منذ أسبوعين و لم يقع إستصلاحه إلاّ بعد أربعة أيّام و ها هو يعاود الكرّة و يستنسخ معاناتنا من جديد . و السؤال : ألهذا الحدّ أصبحنا نستهتر بالثروة المائيّة ؟ أليس في ذلك إهدار للمال العام ؟ لم كلّ هذا التراخي و من هو المسؤول عنه تحديدا ؟ ألا توجد مصلحة خاصّة لإستصلاح الأعطاب الطارئة ؟ هل هناك من يراقب عمليّة الإصلاح ؟ ما مصداقيّة إرساليات الصوناد التي تدعو فيها عموم المواطنين إلى الحفاظ على الثروة المائيّة و الحال أنّها مسؤولة عن إهدارها ؟ من يتحمّل مسؤولية الأضرار التي تلحق بمباني المواطنين و سيّارات العابرين و تلوّث المحيط البيئي ؟ ألا يكفنا ما نكابده يوميّا من مصاعب و متاعب حتّى تزيدنا الصوناد همّا على همّنا ؟