طالما صدّعوا رؤوسنا بأنهم قادرون على تشكيل 4 حكومات ، وأنّهم سيعيدون ” هيبة الدولة ” وأن حكومة الوحلة الوطنية تضمّ أفضل ما أنجبت تونس من الكفاءات و الخبرات .. اليوم ، أحد أعضاد المخلوع برتبة وزير تربية ، ونحن على أبواب الذكرى السابعة لثورة قيل أنها أجبرت أكبر رموز الاستبداد على الفرار يخرج أحد بقايا بن علي ليوجّه سهام التشويه والتهجّم على الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي بلغة تهديدية فيها الكثير من الرعونة والاستفزاز ، في نفس الوقت الذي تجتمع فيه الهيئة الإدارية لقطاع التعليم الثانوي ، وكأنّه يريد دفع النقابيين بطريقة أو بأخرى إلى الحلول القصووية.. لا يعرف السيد الوزير ، أنه ما هكذا تدار شؤون الدول ، ولا يدري أن وزارة التربية ليست بقايا تركة بن علي والطرابلسية ..هي مرفق عام في خدمة كامل منظوريها من أبناء شعب تونس ..وسلوك ” رجل الدولة ” حتّى في أكثر الدول ليبرالية ينبغي أن يكون هاجسه الظاهري على الأقلّ البحث على تحقيق الصالح العام كما عرّفه معظم فقهاء القانون الدستوري..، وإحدى سبل تحقيق الصالح العام هو الإبقاء على جسور التواصل مع الشريك الاجتماعي في العملية التربوية ، والتهدئة عوض مواصلة صبّ الزيت على النار .. السيد الوزير ، وزير وسفير بن علي السابق ، يسعى جاهدا إلى شخصنة الخلاف بين الوزارة والنقابة ، كأنه لم يواكب المسيرة التاريخية التي قام بها آلاف الأساتذة بشارع الحبيب بورقيبة ذات 19 ديسمبر ..وبحكم لاَوَعْيِه ِ البنفسجي القطيعي لا يمكنه أن يتصوّر أن قطاعا بأكمله بصدد خوض معركة مقاومة التفقير وينتفض ضدّ تخريب المدرسة العمومية ..هو يعتقد أنّه وحده القادر على حماية ” مصالح التلاميذ ” ويتناسى أن جيش الطباشير هو من أنقذ سنة 2011 الموسم الدراسي ، بل إن الأساتذة هم من حموا بأجسادهم المؤسسات التربوية في فترة ساد فيها الفراغ الأمني … يبدو أن السيد الوزير ، أريد له أن تكون آخر مهامه قبل أن يقع التضحية به السعي إلى الإجهاز على أهمّ القلاع المقاومة داخل المنظمة النقابية حتّى تتمكّن حكومة الشاهد فيما بعد من فتح الطريق إلى تحديد مربع نشاطها النقابي ومحاصرة و تقليم دائرة تدخّلها .. لكن يبدو أن السيد الوزير لم يدرس التاريخ جيّدا …