شاطئ الشفّار الذي كان وجهة جميع متساكني صفاقس بمختلف طبقاتهم الإجتماعيّة فقيرهم وغنيّهم والكلّ يتصرّف حسب مقدرته الماديّة فصاحب الدرّاجة النّاريّة يحمل زوجته وأبناؤه وما خفّ من الاكل ويجلس على الشاطئ ويسبح وهو يسبّح بحمد ربّه وكانت القناعة هي الكنز الذي لا يفنى بينما كان الغني يحمل سيّارته الفارهة ويجلس جنبا إلى جنب مع صاحب الدرّاجة والكلّ ينعم بالبحر . أمّا الآن فإن المفاهيم إنقلبت رأسا على عقب وأصبح الفقير عاجزا تماما حتّى عن التفكير في الذهاب إلى البحر لان التكلفة كبيرة ومحسوبة : ثمن الذهاب والعودة وثمن الاكل والمشروبات وثمن الواقيات الشمسيّة والكراسي المفروضة فرضا على المواطن في شاطئ الشفّار بمباركة من السلط الجهويّة وعلى رأسها والي صفاقس وهذه التكلفة تتجاوز السبعين دينار مقابل يوم في البحر …. هذه الضريبة فرضت على الصفاقسيّة ثمن سكوتهم على الجريمة الشنيعة التي ترتكب يوميّا في حقّه .. الصفاقسي يحبّونه " زبّوس خدمة" فقط أما البحر والخلاعة فلغيره ممن حاز رضاء السلطة … مرّة أخرى مسكينة أنت يا صفاقس