اعتبر المندوب العام لحماية الطفولة مهيار حمادي اليوم الجمعة أن الإشعارات الواردة حول تعرض الأطفال للتهديد بالمؤسسات التربوية البالغ عددها 1065 اشعارا خلال سنة 2018 « ضعيفة جدا ولا تعكس واقع التهديدات في حق الطفولة بهذه المؤسسات ». وأضاف مهيار حمادي أثناء ندوة صحفية عقدت لتقديم التقرير السنوي لنشاط مندوبي حماية الطفولة خلال سنة 2018 أن المؤسسات التربوية تحتضن في تونس حوالي 2 مليون تلميذا لكنها سجلت عددا ضعيفا من الإشعارات حول وجود تهديد في حق الأطفال مشيرا الى أن الأولياء استأثروا بالمرتبة الأولى من جملة المبلغين عن الانتهاكات في حق أبنائهم بالمؤسسات التربوية. ودعا جمعيات المجتمع المدني وخصوصا الناشطة منها في رعاية الطفولة والرياضة الى العمل من أجل الكشف عن التهديدات التي يتعرض لها الأطفال واصفا المجتمع المدني بمختلف مكوناته بأنه الحلقة الأضعف في عدد الاشعارات ذلك أنها لم تتجاوز 100 اشعار رغم ارتباط نشاط الجمعيات والمنظمات برعاية شؤون الطفولة والإحاطة بها. ولفت مندوب عام الطفولة الى أن عجز الأبوين على رعاية الطفل والإحاطة النفسية به يمثل أكثر التهديدات انتشارا في حق الطفولة ب4547 تهديدا في حين تعرض 368 طفلا للاستغلال الاقتصادي أو أجبروا على التسول مقابل استغلال 79 آخرين في الإجرام المنظم وتعرض 1184 للانتهاك الجنسي و2319 للإهمال والتشرد. وحسب التوزيع الجغرافي للإشعارات حول وجود تهديد في حق الطفولة تصدرت ولاية صفاقس قائمة الولايات ب 1562 تهديدا تلتها ولاية بن عروس ب1472 ثم تونس ب 1415 فولاية أريانة ب 1203 وسوسة ب 1095 وترواح عدد الاشعارات في بقية الولايات بين 995 اشعارا بولاية سيدي بوزيد وسليانة التي حلت في القائمة الأخيرة ب 274 اشعار ملاحظا أن عدد الاشعارات تسجل زيادة في الولايات الكبرى وكذلك في مراكز الولايات مقابل تسجيل نسب أقل في المناطق الريفية. وأشار مهيار حمادي الى أن نقص مؤسسات رعاية الطفولة ومؤسسات الخدمات الاجتماعية والهياكل التي تتولى اشعار مندوبي حماية الطفولة في الأرياف والمعتمديات مقابل انتصابها في مراكز المدن يفسر أسباب ارتفاع عدد الاشعارات بالمدن. من جهتها ذكرت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن نزيهة العبيدي أن تقديم التقرير العام لمندوبي حماية الطفولة يهدف الى الوقوف على التهديدات التي يتعرض لها الأطفال مشيرة الى أن عدد الاشعارات بتعرض الأطفال للعنف ارتفع من 6 آلاف اشعار سنة 2014 الى أكثر من 17 ألف خلال سنة 2018 ولفتت الى أن ارتفاع عدد الاشعارات لا يعكس زيادة في عدد الانتهاكات على الطفولة بل يفسر بتطور الوعي بضرورة الاشعار مؤكدة أن الوزارة تركز مجهودها على التوعية بالاشعار. وأكدت أن مندوبي حماية الطفولة تعهدوا في 14500 حالة لأطفال تعرضوا للتهديد من مجموع 17449 اشعارا تلقوها لافتة الى وجود توجه للترفيع في عدد هؤلاء الإطارات من أجل ضمان النجاعة في مجال التعهد والاحاطة بالأطفال ضحايا الانتهاكات.
