سيدي الرئيس، انت الرئيس.. رمز البلاد وممثل الشعب. أقول وأنا الذي يصنع خبزه من نسيج خياله، دع مقهى الحومة وحلاق الحومة لأهل الحومة.. ولا تحرم حلاقك ونادل مقهاك المفضلان من قوتهما.. نحن يا سيدي الرئيس شعب له من المطالب والمظالم والمطامح والمطامع ما تجف البحار لو كانت لنا مدادا.. من الغد يا سيدي، ستتحول الى مقهاك وحلاقك طوابير الكنام والستاغ والصوناد وطوابير المستشفيات ومراكز الصحة الاساسية، وطوابير محطات الحافلات والقطارات وطوابير الجزارين والخبازين والخضارين والدجالين وقراء الكفوف.. ويكثر المصطفون محملين بمطالبهم كتابة وقولا.. فلن تشرب قهوتك ولا تحلق شعرك ولا ذقنك ولن يعمل الحلاق ولا النادل.. ستتوقف حركة السير ويكثر ضجيج العربات ويتكثف دخانها ويرتفع زعيق ابواقها… سيلتحق الفضوليون والنشالون والمتحرشون وباعة المروّب والعياري والشاي والتبغ المهرب والغبارة وباعة الحشيش.. سيختلف المصطفون من جاء اولا وهل للشيوخ والحوامل وذوي الاعاقة اولوية…. سيجلب الجمع الكبير والحشد الهائل الاعلاميين من كل حدب وصوب فيظهر المثقفون والمحللون والناصحون والمصلحون والمشتكون وطالبي الزواج وطالباته. .. وسيجلب هذا الجمع جميع اسلاك الامن والديوانة والشرطة البلدية وجماعة البيئة واصحاب حملات النظافة والتطوع والتبرع.. ولن تشرب قهوتك ولن تحلق شعرك ولا ذقنك ولن يعمل الحلاق ولا صاحب المقهى.. فاترك لنا حلاقنا ومقهانا.. سيدي الرئيس، أنا امقت كثرة الكلام لذا سأقول باختصار قصر قرطاج ومؤسسة الرئاسة يوفران لك كل شيء وبعد عهدتك عد الى عادتك.