رُوحي رُوحي لا ترحم منْ ماتْ هذا المثل الشعبي التونسي المُوغل في القدم ومعه مثل آخر وهو أخطى ّ راسي واضربْ ينطبق تماما على سكان مدينة صفاقس في القرن 21 ففي سنوات ماضية كانت العلاقات الاجتماعية قبل أن يتغيّر المشهد الديمغرافي في المدينة مُغاير لما هو عليه الآن فبعضنا يتذكرّ كيف كانت العلاقة بين الناس والتماسك الاجتماعي في السرّاء والضرّاء أما الآن فالوضع غريب ويكفي أن نسوق الأمثلة الحيّة التي تعيشها المدينة كلّ لحظة فهذه امرأة أو فتاة أو شاب أو عجوز لا حول ولا قوة له يهاجمهم منحرف على متن الدراجة ويفتك منهم ما يمكن افتكاكه أمام مرآى ومسمع الكثير من الرجال ولا يحرّك أحد ساكنا فهل انتهت الشهامة وهل انتهت الشجاعة أم انتهت الرجولة ؟ أم إنها الأنانية اخطْ راسي واضربْ نحن لا ندعو للعنف ولمقاومة المنحرف ولكنّ حركة من هذا وذاك معا ويكفي أن ينجح البعض في القبض على منحرف أو لصّ حتى يسري الخبر ويُبثّ الرعب في قلوب اللُصوص ولكنّ سلبية الشارع أمام ما يقع من انحرافات هو الذي أعطى الشجاعة للمجرم ليفعل فعلته تصوروا في حادثة مصحة العالية ليوم الجمعة التي كتبنا عنها في عددنا يوم السبت 11 فيفري لم يتجرأ أحد الذين شاهدوا العملية حتى لطلب رقم 197 لاعلام الأمن عن الواقعة ربّما تكون سيارة أو دورية قريبة من المكان وتقبض على الجُناة فهل بعد هذا الجُبن والخوف واللامبالاة كلام ؟؟؟