في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات المنادية بإصلاح المنظومة التربوية و في الوقت الّذي تزداد فيه يوما بعد يوم الحوادث المتمثّلة في العنف المدرسي و الانتحار. تقوم من حين لآخر بعض المؤسّسات التربوية بإضافات للتّصدّي للعنف و تطويق أزمات التّعليم. ففي معتمدية عقارب تشهد أقدم مدرسة ابتدائية وهي "مدرسة عقارب" فسيفساء من النّشاط الثّقافي على مدار هذا العام خصوصا ملأت وقت فراغ التّلاميذ من جهة و ركّزت على ميولاتهم و هواياتهم و إبراز مواهبهم و قد جمعت مختلف هذه الأنشطة الثّقافيّة بين الترفيه و التّثقيف. حيث لا يمرّ أسبوع دون نشاط. من ذلك أن المدرسة التي يديرها المسرحي و الشّعار الحبيب بن فرج تؤمّن و أمّنت عشرات الرّحلات المدرسيّة الترفيهيّة و التّربويّة الدّراسيّة لعلّ آخرها رحلة تلاميذ السّنة الخامسة الدّراسيّة لتعرّف المعالم الأثريّة بمدينة القيروان و قبلها رحلات بالجملة إلى السّاحل و الوطن القبلي و بنزرت و متحف باردو و غيرها. و إلى جانب الرّحلات التي كانت ناجحة و مفيدة بشهادة التّلاميذ و الأولياء. تنشّط بالمدرسة عديد النّوادي مثل نادي المسرح الّذي فاز مؤخّرا بالجائزة الثّالثة في مهرجان المسرح المدرسي بصفاقس. و في برنامج المدرسة أيضا نشاط ترفيهي تثقيفي يتمثّل في ورشة للخطّ العربي تكون نهاية الأسبوع القادم و سيؤمنها المربي محمد بن عبودة لإطّلاع الأطفال على خصائص الخطّ العربي و وسائله بغية تجويد الكتابة. من جهة أخرى أولت المدرسة الجانب البيئي عناية خاصّة حيث تمّ تقليم الأشجار و العناية بالنباتات و يستعدّ أحد المربّين المغرمين بالزّهور للقيام بحملة زرع ورد بحديقة المدرسة تحت شعار " لكلّ تلميذ وردة" بمشاركة التّلاميذ و المربّين و الأولياء. كلّ هذا النّشاط و بحسب المختصّين يعتبر لبنة أساسيّة من لبنات الإصلاح التربوي الّذي لا بدّ أن ينطلق من الفاعلين في الميدان بآليات يقترحها المربّون و يكون التّلميذ فاعلا فيها. و لا غرابة أن تكون نتائج هذه المدرسة متميّزة بفضل غرس روح العمل داخل التّلاميذ و توفير أنشطة تتلائم و متطلّبات المرحلة.