تونس - (وات)- كان الوضع الصحي على الحدود التونسية الليبية والمد التضامني الاستثنائي للتونسيين في الاحاطة والتكفل باللاجئيين الليبيين المحور الابرز في تدخلات السيدة حبيبة الزاهي بن رمضان وزيرة الصحة العمومية لدى مشاركتها في الاجتماع العالمي للصحة المنعقد موءخرا في جنيف. وابرزت الوزيرة التي تراست الوفد التونسي في هذا الاجتماع الجهود التي تبذلها تونس لمجابهة هذه الازمة الانسانية. وقدمت السيدة حبيبة الزاهي بن رمضان بالمناسبة ايضا عرضا عن الجهود التي تبذلها الحكومة التونسية في مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تعيشها البلاد حاليا، وسعيها لمواجهة التحديات ورفع الرهانات الجديدة التي يطرحها القطاع الصحي ولتوفير خدمات صحية راقية لفائدة المواطنين. وتحدثت الوزيرة من جهة اخرى مع نظرائها في عدد من البلدان الصديقة والشقيقة وخاصة العراق ومصر وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وباكستان. ومكنت هذه اللقاءات من استعراض العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها وخصوصا في قطاع الادوية وفي ما يتعلق بتصدير الخدمات الصحية وتطوير الموارد البشرية. واتاحت هذه اللقاءات ايضا الفرصة لرؤساء وفود البلدان الشقيقة والصديقة لتحية خيارات الشعب التونسي وللتعبير عن اعجابهم بالجهود التي تبذلها الحكومة الموءقتة وكذلك مختلف القوى الحية في تونس لانجاح الانتقال الديمقراطي الذي انطلق منذ يوم 14 جانفي 2011 . وتحادثت الوزيرة خلال هذا الاجتماع مع ممثلي الهياكل الدولية على غرار"الصندوق العالمي لمقاومة السيدا والسل وحمى المستنقعات ". وقدمت الوزيرة خلال هذه اللقاءات عرض مستفيضا عن تطور الوضع الصحي في تونس، موءكدة على الجهود المبذولة في سبيل رفع التحديات الناجمة بالاساس عن الوضع الهش على حدود تونس الجنوبية. ولاحظت الوزيرة خلال لقائها مع السيد عبد الرزاق الجزائري المدير الاقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط ان المسار الاصلاحي الذي انخرطت فيه منظمة الصحة العالمية سيتعزز اكثر عبر نقل عدد من انشطة المنظمة نحو مركزها في تونس وخاصة في ما يتعلق بالتكوين. وعبر المدير الاقليمي بهذه المناسبة عن تقديره لتونس لاسهامها في بناء مركز منظمة الصحة العالمية في تونس، موءكدا الالتزام بالعمل من اجل ان يستفيد الطرفان من هذه المنشات الجديدة بما يحقق المصلحة المشتركة. وساند الوفد التونسي الذي شارك ايضا في اجتماع وزراء الصحة العرب واجتماع وزراء الصحة بالمنطقة الشرقية للمتوسط وكذلك اجتماع وزراء الصحة لبلدان حركة عدم الانحياز، النداء الاقليمي العاجل الذي اطلقته الاممالمتحدة بصفة رسمة لمجابهة الازمة الانسانية في ليبيا وفي البلدان المجاورة. وتجدر الاشارة في هذا الصدد ان هذا النداء الانساني الدولي لفائدة ليبيا يساند في جانب اخر منه تونس التي حظيت في هذا الاجتماع الدولي وباجماع المشاركين باشادة واسعة نظرا لجهودها الانسانية المثالية في معالجة الازمة الناجمة عن تدفق اللاجئين من التراب الليبي .