قمرت (وات) - تواصلت بعد ظهر الأربعاء، بضاحية قمرت، أشغال الأيام الاورومتوسطية السادسة للجمعية المغاربية لتنمية الموارد البشرية والتي تتمحور هذه السنة حول موضوع "مساهمة التونسيين بالخارج في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تونس ما بعد الثورة". وتطرقت أشغال اليوم الأول إلى محور "الهجرة الاورومتوسطية.. مؤشر للشراكة العلمية والتكنولوجية". وأكد السيد محمد الناصر، وزير الشؤون الاجتماعية، لدى افتتاحه عشية الأربعاء رسميا أشغال المؤتمر أن التونسيين بالخارج الذين يمثلون 10 بالمائة من عدد السكان كانت لهم إسهامات كبيرة في ثورة الحرية والكرامة. وأفاد أن التحويلات المالية لأبناء تونس بالمهجر قدرت سنة 2010 ب2904 مليون دينار وهو ما يمثل نسبة 5ر4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام و5ر20 بالمائة من حجم الادخار الوطني. وبين أن 7ر87 بالمائة من هذه التحويلات تم إنفاقها كمصاريف جارية في حين لم تستقطب الاستثمارات سوى 13ر2 بالمائة من الحجم الجملي لهذه التحويلات، مشيرا إلى أنه تمت المصادقة سنة 2010 على 900 مشروع بحجم استثمار جملي قدره 2ر42 مليون دينار وفرت 2448 موطن شغل. ولاحظ أن هيكلة الجالية التونسية بالخارج وتطور تركيبتها، لهما الأثر المباشر على مدى مساهمة الجالية في مسار التنمية قائلا "نتطلع إلى بروز طبقة من المستثمرين لدعم التحويلات الموجهة إلى الادخار والاستثمار". وأوضح السيد محمد الناصر أن التونسيين بالخارج سيستفيدون في المستقبل القريب في نطاق أنشطتهم بإجراءات تحفيزية هامة من خلال إرساء إطار مؤسساتي استشاري لفائدة التونسيين بالمهجر وتعزيز هياكل مساندة الباعثين وإثراء منظومة الحوافز الداعمة للادخار. وأكد أن تونس تعول كثيرا على سياسة الجوار الجديدة مع أوروبا خاصة بعد أن يتم منح تونس مرتبة الشريك المتقدم للاتحاد الأوروبي. من ناحيته أكد السيد هورست وولفرام كرلي سفير جمهورية ألمانيا الفيدرالية، أن تونس التي تمثل مواردها البشرية ثروتها الأساسية، تقدم على مرحلة جديدة على طريق بناء أسس دولة ديمقراطية ومجتمع متضامن. وأضاف أن عديد التونسيين والمستثمرين بالخارج يساهمون اليوم بحماس في عملية التجديد التي تقدم عليها البلاد. وجدد التعبير عن دعم ألمانيالتونس في هذه المرحلة الانتقالية مؤكدا ان بلاده لن تدخر اي جهد في مساعدة التونسيين على ارساء اسس متينة لبلد عصري وديمقراطي. وتميزت أشغال اليوم الأول لهذا الملتقى بتسليم جائزة الجمعية المغاربية لتنمية الموارد البشرية إلى السيد يوسف علوان لجهوده في مجال تنمية الموارد البشرية والكفاءات. يذكر أن جائزة 2010 كانت أسندت إلى السيد مصطفى بلحارث المدير السابق للمعهد الأعلى للتصرف في حين منحت جائزة 2009 إلى السيد مصطفى النصراوي رئيس جامعة جندوبة.