صفاقس (وات)- احتضنت مدينة صفاقس يوم السبت ندوة قطاعية إقليمية في مجال الصحة والسلامة المهنية تمحورت حول الوقاية من المخاطر الكيميائية في الوسط المهني نظمها مجمع طب الشغل بالجهة بالاشتراك مع مجامع طب الشغل بكل من قفصة وقابس وسيدي بوزيد وتوزر ومدنين وحضرها ممثلون عن عديد المؤسسات الصناعية المستعملة للمواد الكيميائية بهذه الولايات. وتكتسي هذه الندوة العلمية أهمية بالغة بالنظر إلى كثافة استعمال المواد الكيميائية في المؤسسات الصناعية إذ بينت الدراسات العلمية خطورة البعض منها على الصحة فمنها مواد تسبب السرطان ومنها المحدثة للطفرة ومنها المؤثرة على الخصوبة و على نمو الجنين أو الرضيع كما ورد ذلك في كلمة افتتاح التظاهرة على لسان المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية بصفاقس. وبينت المداخلات المقدمة في إطار هذه التظاهرة مختلف الجوانب الفنية والتشريعية والصحية لمسالة الوقاية من مخاطر المواد الكيميائية على العمال و تنامي حجم هذه المخاطر من حيث الحوادث والأمراض المهنية التي تتسبب فيها هذه المواد. وتشير الإحصائيات التي يوفرها الصندوق الوطني للتأمين على المرض والتي قدمها الأستاذ شهاب الزواري مسؤول شبكة الوقاية بالجنوب إلى تطور حوادث الشغل في قطاع الصناعات الكيميائية في القطاع الخاص في تونس ليصل عددها الى 2200 حادث في السنة بما يمثل 5 بالمائة من مجموع الحوادث رغم أن نسبة اليد العاملة في هذا القطاع لا تفوق 2 بالمائة. كما أشارت الإحصائيات إلى أن القطاع يستأثر بحوالي 8 بالمائة من نسبة الحوادث القاتلة بمواقع العمل في المجال المهني التي يصل مجموعها إلى حوالي 150 حادثا علما وان تونس تسجل كل سنة في مجال حوادث الشغل والأمراض المهنية عموما 45 ألف حادث شغل وبين 600 و 700 مرض مهني مصرح به ومليون و100 الف يوم عمل ضائع. وتميزت الندوة بتقديم بيانات هامة تتعلق بكيفيات الوقاية من الآثار السلبية لاستعمالات المواد الكيميائية عبر إتباع أساليب تقويمية ووقائية علمية ناجعة تضمن استعمالا آمنا لهذه المواد ومن بين هذه الأساليب منظومة "ريتش" التي وضعها المجتمع الدولي سنة 2007 وتبنتها تونس كشريك للاتحاد الأوروبي بغاية إحكام عمليات تسجيل وتقييم واستعمال المواد الكيميائية. ولئن مثلت هذه الندوة مناسبة هامة لطرح إشكاليات كانت في السابق من المسكوت عنها تتعلق أساسا بآثار الصناعات الكيميائية على صحة العمال من حيث الحوادث والأمراض المهنية المختلفة مثل أمراض السرطان والأمراض الجلدية والتنفسية وغيرها فانها تطرح تساؤلا عن آثار هذه الصناعات على صحة المجاورين للمؤسسات وسلامة المحيط الطبيعي حولها.