المنستير (وات)- تواصلت يوم الثلاثاء أشغال الندوة الفكرية حول " المسرح في خضم التحولات التي يشهدها العالم العربي " التي ينظمها المركز الثقافي الجامعي بالمنستير يومي 5 و6 سبتمبر الجاري ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير بمشاركة مختصين من تونس والمغرب ومصر والعراق وفرنسا وبحضور ممثلين عن كل المراكز الثقافية الجامعية التونسية وعن مؤسسات جامعية من الجزائر وليبيا والمغرب ومصر والعراق وفرنسا وألمانيا وروسيا. وتطرقت الأستاذة سامية حبيب من مصر في مداخلة بعنوان " تحرير مسرحنا: المسرح في مصر بعد الثورة " إلى ظاهرة كثافة الإنتاج المسرحي في مصر بعد الثورة وإلى ظهور فرق شبابية جديدة كمجموعة " الفن الميداني " التي تقدم مسرحيات قصيرة عن الثورة ومجموعة " قوافل الثورة الثقافية " التي تقدم الشعر والمسرحيات والغناء والتي أعادت إنتاج التراث الفني الغنائي واستعرضت بعض الأعمال المسرحية التي أنتجها الشباب بعد الثورة مثل " النافذة " من تنفيذ وإخراج سعيد سليمان و" حكاية الميدان " لمجموعة من الشباب الهواة و" خرابيش " من إنتاج مسرح الشباب الحكومي و" الكرسي" من إخراج عادل نصر وهي تمثيل صامت و" ثورة العرائس " من إخراج هانى البنا. واعتبر الأستاذ عبد الواحد ابن ياسر من المغرب في مداخلة بعنوان " المسرح والتحولات الراهنة " أن المسرح هو فن القطيعة بمعنى أن المسرح هو مجال التشكيك الإستشرافي إذ ارتبط فن القطيعة دائما بالتحولات العميقة فكريا وقيميا ووجدانيا. وأثار عدة تساؤلات حول مسرح الشباب في ميدان التحرير في مصر أو في تونس ومدى تمكنه من تحويل أجزاء من ساحات الانتفاضات إلى نوع من المسارح الصغيرة . وأكد بالخصوص أن مسرح التحولات الاجتماعية والسياسية الراهنة لابد أن يأتي معبرا عنها ومرتبطا بها وليس لاهثا وراء آخر التقليعات النظرية والفنية الغربية وأن تمس تحولات المسرح العربي كل مستويات الفرجة المسرحية مع ضرورة إحداث ثغرات في علاقتنا وتصوراتنا للأساليب الفنية التقليدية على مستوى الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا وغيرها من مكونات العرض المسرحي والقطع مع المسرح الأدبي القائم على الإنشائية اللفظية. واقترح الأستاذ مقداد مسلم من العراق الذي ترأس يوم الثلاثاء الجلسة العلمية الثانية لهذه الندوة أن ينظم هذا المهرجان سنويا كما كان سابقا وقد عبٌر كل الحضور عن دعمهم لهذا المقترح.