تونس (وات)- شدد الملازم أول الجموعي العدلاني على ضرورة الاعتماد على الحجج والبراهين وتقنيات "البالستيك" العلمية "لإدانة أعوان الأمن الذين قتلوا مواطنين خلال الثورة وعدم ترك الفاعل الحقيقي ينعم بالحرية في حين يقبع الأبرياء داخل السجون". وأفاد خلال محاضرة حول مفهوم "البالستيك" ودور التقنيات العلمية في الاثبات في إطار يوم دراسي نظمته يوم الخميس نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل أن "علم البالستيك" هو تخصص متشعب يعنى بدراسة المقذوفات داخل فوهة السلاح "السبطانة" وخارجها، مما ييسر عملية إثبات التورط من عدمه في ما يتعلق بجرائم القتل. وأوضح الملازم أول خلال هذا اليوم الذي انتظم بثكنة الشهيد الرائد جمال الدين العقربي، أن علم البالستيك ينقسم إلى ثلاثة أصناف هي "البالستيك الداخلي" الذي يعنى بدراسة شكل الرصاصة والمادة المكونة لها و"البالستيك الخارجي" الذي يتعلق بحركة الرصاصة في الهواء قبل إصابة الهدف و"البالستيك النهائي" الذي يهتم بالتعرف على شكل الرصاصة عند الاصطدام المباشر او غير المباشر بالهدف. وقال في هذا الصدد إن إمكانية التعرف على عيار وصنف السلاح المستعمل تتم انطلاقا من الرصاصة خاصة اذا لم يتغير شكلها كثيرا عند اصطدامها بالهدف لأن كل سبطانة تترك بصمة معينة على الرصاصة، مبينا ان الاثبات يصبح صعبا إذا طرأ تغير شديد على شكل الرصاصة. وأكد العدلاني أن "علم البالستيك" يمكن من التوصل إلى الإثبات بالاعتماد على التصوير المجهري والتحليل الكيميائي وعلم التشريح وعلم المقارنة اضافة الى كفاءة الخبير. وأشار رئيس لجنة تقصي الحقائق حول الرشوة والفساد توفيق بودربالة، من جهته، إلى أن دور اللجنة "يقتصر على الاستقصاء وجمع الحقائق ولا يتعداه الى اصدار بطاقات جلب أو ايداع بالسجن". وشدد على ضرورة "تجنب التعميم في توجيه الاتهامات لأعوان الأمن بقتل المتظاهرين"، مبينا أن اللجنة بصدد البحث عما حصل فعليا خلال الثورة وعن الجهة التي أصدرت الأوامر بالقتل "حتى لا يذهب الشرفاء ضحية". واعتبر بودربالة ان تأسيس نقابة تعبر عن مشاغل اعوان الامن يعد مكسبا هاما افرزته ثورة 14 جانفي من شانه ان يحسن ظروف العمل ويجد حلولا لمشاكل هذا القطاع الذي "ظل يعمل لفائدة اشخاص معينيين طيلة عقود". ودعا إلى إحداث لجنة للحقيقة والمصالحة مع كل أطياف الشعب وخاصة مع سلك الأمن حتى يستعيد المواطن ثقته في المؤسسة الأمنية. وعلى صعيد آخر تم تقديم عرض تطبيقي لإطلاق الرصاص في ميدان الرماية.