تونس (وات)- أكد مدير مركز الزيتونة للدراسات الإستراتيجية بتونس عبد المنعم السحباني ان ملامح المشهد السياسي في تونس ما بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي "ما زالت لم تتحدد بعد رغم ما افرزه من تنوع واختلاف أتاح لتونس المرور من نظام الحزب الواحد إلى النظام التعددي"، معتبرا انه رغم نسبة الإقبال الكبيرة على الاقتراع إلا ان نسبة المقاطعة كانت بدورها هامة وبلغت حوالي 35 بالمائة وهو ما يستوجب دراسة الأسباب الكامنة وراء هذه المقاطعة. وأضاف خلال ندوة نظمها المركز صباح يوم السبت بدار الثقافة ابن رشيق تحت عنوان " قراءة في نتائج انتخابات 23 أكتوبر" "ان المشهد السياسي في تونس متحرك وبصدد التغيير"، مشيرا الى ان التجربة الديمقراطية التي عاشتها تونس خلال انتخابات المجلس التأسيسي ستتدعم أكثر في الانتخابات التشريعية والبلدية. ومن جهته انتقد عضو الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات ببنزرت المنجي السحباني طريقة الاقتراع في انتخابات المجلس التأسيسي التي اعتمدت على التمثيل النسبي مع اعتماد اكبر البقايا ،قائلا "لا يوجد نظام انتخابي بريء في العالم بل جميعها قائم على فلسفة معينة الا ان الواقع له نواميسه التي قد تغير هذه الفلسفة وابرز دليل على ذلك هو النتائج التي افرزتها صناديق الاقتراع في تونس والتي خالفت توقعات من وضعوا نظام الاقتراع". وأوضح ان طريقة الاقتراع قد افرزت رغم ايجابياتها بعض السلبيات من ذلك ان بعض المعتمديات بقيت غير ممثلة داخل المجلس التأسيسي كما ان تمثيلية المرأة ظلت ضعيفة رغم تأكيد المرسوم الانتخابي على مبدأ التناصف حيث لم تتجاوز نسبة النساء رئيسات القائمات 6 بالمائة مشيرا الى ان الدائرة الوحيدة التي طبقت مبدأ التناصف هي دائرة بن عروس. ولاحظ ان شكل ورقة التصويت مثل بدوره احد نقاط ضعف انتخابات التأسيسي حيث تسببت في ارتباك الناخبين لا سيما الأميين نتيجة التصويت على الجهة اليمنى للرموز وليس على يسارها بما ساهم في صعود عديد القائمات التي استفادت من هذه الأخطاء ورفع كذلك في نسبة الأوراق البيضاء والملغاة. ويشار الى ان مركز الزيتونة للدراسات الاستراتيجية احدث بعد 14 جانفي ويضم عددا من الكفاءات العلمية والاكاديمية ويهدف الى المساهمة في بناء المرحلة الانتقالية الجديدة من خلال انجاز الدراسات والبحوث العلمية في شتى المجالات.