الحمامات (وات)- أكد الأمين العام المساعد المكلف بقسم التغطية الاجتماعية والسلامة المهنية بالاتحاد العام التونسي للشغل عبد الكريم جراد في افتتاح أعمال الندوة السنوية للقسم حول موضوع "التغطية الاجتماعية أي آفاق نريد" التي انطلقت ظهر الجمعة بالحمامات الجنوبية ان "الصناديق الاجتماعية في وضعية حرجة إلى أبعد الحدود". وبين ان هذه الصناديق التي ينحصر تمويلها في مساهمة الأجير والمؤجر أصبحت تعاني من عديد المشاكل نتيجة قلة عدد النشيطين وضعف الانتدابات التي تشكل القاعدة لتمويل الصناديق وارتفاع عدد من هم في سن التقاعد، مبرزا الحاجة إلى التعجيل بالانتدابات في الوظيفة العمومية وفي بقية القطاعات ولاسيما تطوير الاستثمار وبحث مصادر تمويل جديدة لهذه الصناديق. وأشار إلى أهمية مساهمة الدولة في تمويل الصناديق على غرار عديد دول العالم وبحث إمكانية توظيف ضرائب إضافية على أنواع من السجائر او المشروبات. ومن جانبه، أبرز الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي ان تنظيم هذه التظاهرة هو تأكيد لوعي الاتحاد باهمية الرهانات الاجتماعية المطروحة في تونس وحرصه على ان يساهم من موقعه في إيجاد الحلول اللازمة للصعوبات الآجلة والعاجلة. وبين ان الندوة بما تتضمنه من محاضرات وورشات عمل ستوفر فرصة للتعمق في ملف التغطية الاجتماعية والصناديق الاجتماعية التي ترتبط بها وضعية آلاف الأسر التونسية. وأوضح ان خروج الرأسمال الوطني من انكماشه وجلب المستثمر الأجنبي ودفع التشغيل فى القطاعين العام والخاص هي أولوية الأولويات بالنسبة للاتحاد سيما وان الانتدابات هي المورد الحقيقي لتوازنات الصناديق. وعبر بالمناسبة عن رفضه لكل الاتهامات التي توجه للاتحاد بانه غير واع بالظروف الصعبة التي تمر بها البلاد داعيا الحكومة الى "المبادرة بالاستثمار والى تقديم برامجها الواضحة ومخطاطاتها والتي يتم على أساسها الحوار وتقديم التضحيات اللازمة في سبيل دفع التشغيل". وشدد على "استعداد الاتحاد لتقاسم التضحيات "، مبرزا "ان الاتحاد يمد يده ليساهم في بناء البلاد" ،معتبرا ان"اختلاق المشاكل الجانبية والهامشية هو من أساليب مغالطة الرأي العام في ظل فقدان البرامج". واكد انه لا يمكن المزايدة على وطنية الاتحاد هاته المنظمة العريقة التي قدمت وما تزال التضحيات من اجل مصلحة الوطن، مبرزا"ان الاتحاد لا يروض ولم ولن يكون مطية لأي كان لخدمة مصالحه خاصة وان استقلالية المنظمة واستقلالية قرارها هي خط احمر لا يمكن تجاوزه". وابرز في تعقيب على أحداث ساحة محمد علي"ان الاتحاد المتجذر في ضمائر التونسيين سيبقى صامدا بنسائه ورجاله مستنكرا الإقدام على تدنيس هذه الساحة التي كانت ملاذا لكل المقهورين والمظلومين، هذه الساحة الرمز التي تحمل من المعاني والدلالات التي لا يمكن ان تدنس بصنيع فئة او من كان وراءهم". ويتضمن برنامج الندوة التي تتواصل على مدى ثلاثة ايام بمشاركة ممثلين عن الاتحادات الجهوية وعدد من المختصين، عدة مداخلات حول " مشروع إصلاح أنظمة التقاعد" و"التأمين على المرض وضرورة إصلاح الإصلاح" و" منظومة الصحة والسلامة المهنية في تونس" و"الخارطة الصحية في القطاع العمومي".