تونس(وات)- اعلن وزير الشؤون الاجتماعية خليل الزاوية خلال جلسة حوار مع اعضاء المجلس الوطني التاسيسي انعقدت عشية يوم الخميس، ان مقاومة الفقر و تسوية الوضعيات المهنية الى جانب اصلاح منظومة التغطية الاجتماعية تشكل ابرز التحديات التي تواجه الحكومة في المجال الاجتماعي. وأشار الوزير بهذه المناسبة، الى ان ما لا يقل عن مليون و 400 الف ملف اجتماعي تم درسه سنة 2011 . وقال الوزير ان المطالب الاجتماعية العاجلة والاوضاع في الجهات وخاصة المنكوبة منها بعد موجة البرد الشديد التي اجتاحت البلاد مؤخرا، اضافة الى مقاومة الفقر هي ملفات ذات اهمية قصوى وتستوجب تدخلات عاجلة وناجعة. واشاد الوزير في هذا السياق بالجهود التي بذلتها الاطراف المتدخلة والتي تجندت لمساعدة متساكني المناطق المنكوبة جراء موجة البرد، مشيرا بالخصوص الى الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي والمجتمع المدني، اضافة الى حكومات كل من قطر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وافاد، من جهة اخرى، ان الجهود متواصلة لتسوية الوضعية المهنية للعمال في عديد القطاعات، وخاصة عمال المناولة وعمال الحضائر واعوان البلديات،اضافة الى عمال الحوض المنجمي وذلك بالتشاور مع مختلف الاطراف النقابية. واشار السيد خليل الزاوية الى ان الادارات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تتلقى يوميا حوالي 100 ملف تتم معالجتها اثر ذلك بالمنظومة الاعلامية. وفي ما يتعلق بالعائلات المعوزة، اكد الوزير انه منذ اندلاع الثورة تكفلت لجنة متكونة من ممثلين من وزارة الشؤون الاجتماعية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والاتحاد العام التونسي للشغل بمتابعة هذا الملف ، مذكرا بان المنحة المرصودة لهذه العائلات ارتفعت من 70 الى 100 دينار في الشهر وشملت 50 الف عائلة اضافية ليصل العدد الاجمالي لهذه العائلات المنتفعة بهذه المنحة الى 235 الفا. وقال ان السياسة العامة للحكومة في المجال الاجتماعي ترتكز على مساعدة العائلات المحرومة، ومد يد العون الى الاشخاص الذين لا يملكون مورد رزق قار وتحسين اوضاع الذين يعيشون ظروفا اجتماعية صعبة. واكد الوزير ان خلاف الحكومة مع الاتحاد العام التونسي للشغل سيتم تجاوزه حال عودة المفاوضات بين الطرفين، مؤكدا ان الحكومة تدعم استقلالية المنظمة الشغيلة، ومشددا على ضرورة ربط علاقة ثقة وشراكة بين الطرفين. واعلن من جهة اخرى انه سيتم انجاز سجل للفقر يضبط من يستحق فعلا المساعدات، مشيرا الى ان الحائزين على شهادات التعليم العالي من المستفيدين من منحة //امل// سيساهمون في عملية الاحصاء التي سترتكز على دراسة معمقة للوضع الاجتماعي لحوالي 800 الف عائلة. وفي ما يتعلق بالتغطية الاجتماعية، اشار الوزير انه من ابرز التحديات الراهنة تحقيق التوازنات المالية للصناديق الاجتماعية، موضحا ان تحيين الدراسة الاستشرافية لانظمة التقاعد قد تم الشروع فيها بعد. واكد السيد خليل الزاوية في هذا الصدد على ضرورة ايجاد صيغ جديدة لتمويل الصناديق الاجتماعية وتحسين الخدمات المقدمة لمنظوريها خاصة في ما يتعلق بالتقاعد والتغطية الصحية. وافاد الوزير ان الوزارة تلقت خلال شهر جانفي 2012 حوالي 142 اعلاما مسبقا بالاضراب، موضحا ان 75 بالمائة من هذه الحالات تم ايجاد حلول لها. واكد ان الهدف المنشود هو ارساء عقد اجتماعي جديد لبناء علاقات اجتماعية ترتكز على التشاور والحوار.