مدريد (وات)- اجتاحت جموع من المتظاهرين الأحد شوارع مدريد وباقي مدن اسبانيا للاحتجاج على إصلاح سوق العمل الذي طبقته الحكومة اليمينية في تجربة ليوم الإضراب العام المقرر في 29 مارس الحالي . وكانت أكبر نقابتين في اسبانيا وهما الاتحاد العام للعمال واللجان العمالية قد دعيتا إلى مسيرات في 60 مدينة للتنديد بإصلاح سوق العمل . وفي العاصمة مدريد وبرشلونة ثاني مدن اسبانيا تجمع عشرات الآلاف وقدرت النقابات عدد المتظاهرين بنصف مليون في مدريد و450 الفا في برشلونة . وشارك عشرات الآلاف في مسيرات في باقي المدن الكبرى مع 15 الفا حسب الشرطة في اشبيليه ومثلهم في مالقة وتسعة آلاف في غرناطة وخمسة آلاف في فالنسيا ومثلهم في قرطبة والماريا وقادش . وقال زعيم الاتحاد العام للعمال كانديدو مينديز "اننا نقوم اليوم بخطوة إضافية نحو الإضراب العام في 29 مارس ". وحذر انياسيو فرنانديز توكسو الأمين العام للجان العمالية من انه " اذا لم تصحح الحكومة إصلاح العمل سيندلع نزاع لن ينتهي في 29 مارس ". وهذا الإصلاح الجديد للتشغيل الذي تندد به النقابات والذي اعتمدته الحكومة المحافظة لرئيس الوزراء ماريانو راخوى في 11 فيفرى الماضي لإضفاء مرونة على سوق العمل يتضمن خفض تعويضات الطرد وإجراءات لتشجيع توظيف الشباب . وتقول الحكومة الاسبانية إن الهدف منه تنشيط سوق الشغل في بلد بلغ فيه معدل البطالة 85ر22 بالمائة و 6ر48 بالمائة لدى الشباب دون سن ال 25 . وإضافة إلى إصلاح سوق العمل تندد النقابات عامة بسياسة التقشف التي تهدف إلى خفض العجز العام لاسبانيا من 51ر8 بالمائة من إجمالي الناتج الداخلي في نهاية 2011 إلى 8ر5 بالمائة في نهاية العام الجاري . ولتحقيق ذلك يتعين ان يقدم ماريانو راخوى في 30 مارس ميزانية البلاد لعام 2012 التي تتضمن إجراءات تقشف قاسية . وطلب من المناطق الاسبانية التي تتمتع بحكم ذاتي والتي تشكل عبئا ثقيلا على ميزانية اسبانيا مضاعفة الجهود بعد ان وضعت بالفعل خطط تقشف تستهدف التعليم والصحة وهما مجالا اختصاصها الرئيسيين .