الوطني للحوار تونس (وات)- أثار غياب حزبي المؤتمر والنهضة عن أشغال المؤتمر الوطني للحوار الذي بادر بتنظيمه الاتحاد العام التونسي للشغل ردود أفعال مختلفة. فقد أشارت رئيسة جمعية القضاة التونسيين كلثوم كنو انه "كان من المفروض ان تشارك جميع الأطراف السياسية والمجتمع المدني في مبادرة الاتحاد لتبدي آرائها خاصة أن الموضوع يتعلق بمستقبل تونس في هذا الظرف الصعب". واعتبرت كنو في تصريح ل"وات" ان الأحزاب التي لم تحضر في إشارة الى النهضة والمؤتمر "لا يمكن أن نعتبر انها غير راغبة في الإصلاح ولكن ربما لديها افكار ومقترحات أخرى، ويبقى المهم هو الاتجاه نحو التغيير الحقيقي في البلاد وإرساء مناخ سياسي واجتماعي سليم ". وعن هيئة القضاة، اعربت كنو عن "استغرابها من "تغييب مسالة الهيئة في مقترحات الترويكا " وهو ما يبعث على حد قولها على "الريبة ويدفع إلى التساؤل عن مدى جدية السلطة في اصلاح منظومة القضاء " . وبين بلقاسم العياري الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالقطاع الخاص، من جهته أن مبادرة الاتحاد للحوار التي ضمت اليوم مكونات المشهد السياسي في تونس ستناقش جديا القضايا الحساسة لتخرج بتوافقات وهي حسب رأيه "مفتوحة حتى لمن لم يحضرها " معتبرا أن غياب النهضة والمؤتمر هو "مقصود ويعكس أزمة داخل السلطة ". وعبر خميس قسيلة عضو المجلس التأسيسي وعضو بحركة نداء تونس عن "اسفه " لعدم مشاركة حركة النهضة في هذا المؤتمر مشيرا إلى استعداد حزبه النظر بايجابية في مقترح الترويكا المتعلق برزنامة الانتخابات. واضاف ان حزبه والمسار الديمقراطي الاجتماعي والحزب الجمهوري سيتقدمون بمشروع مشترك في أشغال مؤتمر الحوار الوطني موضحا أن من أهم نقاط هذا المشروع مسالة التوافق حول الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في اقرب وقت ممكن واقرار منوال تنموي جديد. وقال قسيلة "نحن مع الشرعية ولكن نطالب بتوافق وطني جديد بعد 23 أكتوبر وإخراج وزارات السيادة من المحاصصة الحزبية وإسنادها الى شخصيات مستقلة ". وفي رده على سؤال حول غياب رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بين خميس قسيلة ان قيادة الحزب خيرت ان يمثل الحركة الامين العام المكلف بالتنسيق الطيب البكوش. وبينت الحقوقية والاعلامية نزيهة رجيبة "ام زياد" في تصريح ل "وات " ان مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل في "غياب حزب النهضة ولا اقول الترويكا لأني اعتقد ان من يحكم هي النهضة تبقى منقوصة جدا، باعتبار ان هذه المبادرة هي بالاساس لخلق التوافق بين السلطة والمعارضة ومختلف مكونات المجتمع المدني، لكن في غياب النهضة مع من سيخلق التوافق؟ " بحسب قولها. وأضافت ان الترويكا استبقت الأمر وخرجت بقرار "متسرع وغير مدروس حول موعد الانتخابات في محاولة منها لكي تظهر انها ليست في مأزق ويمكنها التوصل إلى وفاق صلب الائتلاف الحاكم ".