تونس 3 مارس 2010 (وات) - أبرز السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي ما يكنه الرئيس زين العابدين بن علي للجامعيين وكافة مكونات الأسرة الجامعية من تقدير وما يوليه لهذه النخب رفيعة المستوى من أهمية لدورها خاصة في إعداد أجيال واعدة وبناء مستقبل أفضل للبلاد. وأكد خلال افتتاحه يوم الأربعاء بدار التجمع أشغال الندوة الوطنية لأساتذة التعليم العالي المنعقدة حول موضوع الجامعة والتنمية ونمط المجتمع في ضوء البرنامج الرئاسي معا لرفع التحديات أن الحضور القوي للنخب الجامعية المتميزة في مختلف الهياكل التجمعية بقدر ما يمثل مصدر اعتزاز لهذا الحزب الطلائعي الذى تتكامل صلبه جهود كل الفئات والحساسيات والمستويات بقدر ما يعكس حجم الدعم الذى يحظى به الجامعيون لدى سيادة الرئيس بهدف تحفيزهم على التفاني في خدمة تونس واستحثاث نسق تقدمها. واشار الامين العام الى ثراء تركيبة التجمع وتطابقها مع التنوع المجتمعي في تونس موضحا أن انخراط كافة الشرائح والاجيال في النشاط التجمعي بمختلف ميادينه وهياكله جعل التجمع يحتل مكانة في كل الاوساط والقطاعات ويبرهن عن مسايرته لروح التطور والعصر ولحاجيات الحياة الحديثة فضلا عن قدراته الواسعة على توفير المجال الملائم للنخب وفي مقدمتها الكفاءات الجامعية من أجل التمرس بالنضال والمشاركة الفعلية في البناء الحضارى الشامل للبلاد وتوظيف موءهلاتهم العالية في تنمية فضاءات الفكر والحوار وبلورة التصورات والمقترحات اللازمة لانجاح الخيارات المنتهجة وصيانة الثوابت الوطنية. وعبر عن اعتزاز التجمعيين والتجمعيات بجهود الاطارات الجامعية وتقديرهم لدورهم في كسب رهانات مختلف المحطات الوطنية منها الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاخيرة التي توجت باجماع شعبي كبير حول الرئيس بن علي وحول قيادته وتوجهاته الرشيدة وأقامت البرهان الساطع على أن التجمع يظل محل ثقة دائمة لكل مكونات المجتمع التونسي ومرجعا في استقطاب النخب واحكام ادماجها لبلوغ الاهداف التحديثية والاصلاحية المرسومة بمشروع التغيير. وابرز الامين العام أهمية الوظائف التي يضطلع بها الاساتذة الجامعيون التجمعيون في اثراء الحياة الحزبية وتنشيطها بالاضافة الى اعطاء الدفع النوعي لبرامج التكوين السياسي ولانماط ادارة المنتديات ومنابر الحوار وتفعيل الابعاد الثقافية محليا وجهويا خاصة مع انتشار المؤسسات الجامعية في سائر جهات البلاد. وأوضح السيد محمد الغرياني أن إشعاع النخب التجمعية وحضورهم في جميع المناطق والفضاءات والمناسبات لا يزيدهم الا ثباتا على النضال المتقدم في كل المواقع وعلى تنمية الحياة الفكرية ودفع المسيرة السياسية في مختلف الاوساط. وشدد على ضرورة إثراء الفضاءات الإعلامية بالإسهامات الجامعية خاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية وفي نشر الوعي الصحيح بمجريات الاحداث وتكريس روح الوطنية والمواطنة والتعريف على أوسع نطاق بأبعاد البرنامج المستقبلي لرئيس الدولة معا لرفع التحديات وبأهدافه الرامية الى تعزيز مناعة تونس وتحقيق مزيد الرخاء والرقي لابنائها حيثما وجدوا. وبين الامين العام أن مسؤولية الاساتذة الجامعيين تستمد أهميتها المتنامية من بعدها التجديدى في المجال الفكرى والثقافي ومن بلورة طريقة أكثر نجاعة في تعاطي المواطن التونسي مع التحولات الخارجية والمتغيرات الوطنية وكذلك من الاسهام الناجع في نحت ملامح مجتمع متطور يواكب التقدم الحضارى ويتفاعل مع محيطه الانساني. واضاف أن هذه الوظائف تزداد تالقا وفاعلية في البرنامج الرئاسي لرفع التحديات الذى يتمحور حول المعرفة والبحث العلمي والتجديد التكنولوجي ويراهن عليها لحل الاشكاليات التنموية وفي طليعتها الملاءمة بين فرص الشغل المتاحة وبين الطلبات المتزايدة للشغل من قبل خريجي الجامعات. وبعد ان اشار الى خصوصيات الاقتصاد التونسي الجديد وتعويله على العلم والذكاء ابرز الامين العام ان الجامعة التونسية تتجه الى أن تكون بحق العمود الفقرى للنهضة الاقتصادية المنشودة والرافد القوى لتعزيز التنمية بمختلف ابعادها وعلى جميع الاصعدة ولدعم قدرة الاقتصاد التفاضلية بما يمكن من كسب أسواق جديدة. واكد على الدور الحيوى للاساتذة في دعم القدرات البشرية في كل المجالات والقطاعات. وأوضح أن التجمع مدعو الى مواصلة الاستثمار في الحياة الجامعية بمستوياتها الطلابية وباطاراتها التعليمية لاسيما وأنه حزب متجدد يحمل رسالة متطورة وتصورات حداثية ويوءثر بشكل واضح في تطوير موسسات البلاد وتحقيق تقدمها على الاصعدة القانونية والتشريعية وعلى مستوى الانجازات الملموسة. ولاحظ الامين العام أن الاصلاحات التي عرفها قطاع التعليم العالي في تونس منذ تحول السابع من نوفمبر تحتاج هي أيضا الى التعمق والتوعية ونشر الوعي بمختلف الابعاد الوطنية وترسيخ الديمقراطية بمفهومها السليم الذى يدفع نحو التطور ويضمن الاستقرار ويتعالى عن المزايدات والشعارات.