تونس 5 مارس 2010 (وات)- اظهر المسح السابع الذي اعده المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية حول برنامج التاهيل الصناعي ان نسبة 60 بالمائة من الموءسسات التي شملتها عملية سبر الاراء عبرت عن ارتياحها لمساهمة البرنامج مقابل عدم رضاء 13 بالمائة منها. وتسجل هذه النتائج تدنيا ضئيلا في ما يتصل بالرضاء عن تدخلات البرنامج مقارنة بنتائج المسح السابق /62 بالمائة/. ويكمن هدف برنامج التاهيل بتمكين الموءسسات من الوسائل اللازمة والكفيلة بتحسين قدراتها التنافسية ودعم مناعتها امام المنافسة المتنامية. ويبرز توزيع هذه التدخلات حسب القطاعات ان ثلاث قطاعات تستاثر بالقسط الاوفر وهي قطاعات كل من النسيج والملابس والصناعات الغذائية والصناعات الميكانيكية والكهربائية. وتبعا لهذا المسح فان الموءسسات الصغرى والمتوسطة والموءسسات المصدرة جزئيا بدت اكثر رضاء عن تدخلات برنامج التاهيل من الموءسسات الصناعية الكبرى والموءسسات المصدرة كليا. اما في ما يتعلق بمجالات التدخل وحسب المسح نفسه فان مساهمات البرنامج البارزة والملموسة استهدفت مجال التصرف في الانتاج. كما تم حسب هذا المسح تعزيز دور الاستثمار في التكنولوجيات ذات الاولوية ضمن مسار التاهيل سواء على مستوى عدد الملفات اوعلى مستوى حجم الاستثمارات الذي تضاعف تقريبا ما بين سنتي 2005 و2008 وخاصة ابتداء من سنة 2006 وتعدت حصة الاستثمارات الموجهة للمجالات اللامادية من مجمل الاستثمارات حجم الاستثمارات المخصصة للمجالات المادية. ويعتقد الخبراء انه يمكن تدارك ضعف حصة الاستثمار اللامادي المسجل ضمن برنامج التاهيل في حال توءكد هذا التوجه. وفي ما يتعلق بالاستثمارات المادية واللامادية, اظهرت عملية البحث الميداني في صفوف الموءسسات المعنية ان هذه الاخيرة استثمرت بصفة متساوية في المجالين المادي /29 بالمائة/ واللامادي /30 بالمائة/ . وابرزت الموءسسات التي شملهاالمسح ثلاثة عوامل اعتبر من خلالها البرنامج كمساهمة ضرورية لتعزيز القدرة التنافسية. ويتعلق الامر بتطوير جودة المنتوجات /79 بالمائة/ والانتاجية /73 بالمائة/ وكفاءة الموارد البشرية /61 بالمائة/ التي تمثل المكونات الاساسية للقدرة التنافسية. وفيما يتصل بالاسواق فان عددا لا يستهان به من الموءسسات /69 بالمائة/ افادت انها راهنت على الاسواق الخارجية حيث ركزت استراتيجيتها التنموية على دعم الصادرات. وتعتبر هذه النسبة ارفع من النسبة التي افرزها المسح السابق وكانت في حدود 54 بالمائة. وابرز المسح ان نسبة /55 بالمائة/ من الموءسسات المستهدفة عملت على تنويع اسواقها في ما حرصت نسبة /46 بالمائة/ منها على تنويع منتوجاتها واشارت الى ان 52 بالمائة من الموءسسات الاخرى راهنت على تحسين كفاءة مواردها البشرية. كما اعتبرت مساهمة برنامج التاهيل ذات قيمة في مجال تحسين التموقع التنافسي للموءسسات وقدراتها على التاقلم. وابرز المسح ان اغلب الموءسسات تطمح الى تحقيق التجديد بالاعتماد على امكانياتها الذاتية /70 بالمائة/ وهو ما يبرز المستوى الضعيف لترابط النسيج الصناعي التونسي ضمن الشبكات وشبه غياب لعلاقات الشراكة بين الموءسسات في مجال التجديد. وفي ما يهم الجانب البيئي اعلنت موءسسة من بين ثلاث موءسسات ان نشاطها ملوث وان اكثر من نصف هذه الموءسسات وضعت برنامجا للوقاية من هذه الظاهرة في ما تعتزم 19 بالمائة منها وضع برامج مماثلة. واعتبرت اكثر من نصف المؤسسات المستجوبة ان مساهمة برنامج التاهيل هامة جدا على مستوى تحسين كفاءة مواردها البشرية. وبينت المعطيات ايضا المساهمة الهامة لبرنامج التاهيل في جهود التصدير التي تبذلها هذه الموءسسات اذ اصبحت 60 بالمائة من عينة المؤسسات المستجوبة مصدرة بعد عملية التاهيل اذ كان نشاطها مقتصرا على السوق المحلية. واكد المسح مساهمة برنامج التاهيل في ميدان تحديث وسائل الانتاج ومواكبة التكنولوجيات الحديثة وتطوير الموارد البشرية للمؤسسة. ورغم النتائج الايجابية التي حققها برنامج التاهيل فان عدة موءسسات تعتبر تدخلاته تبدو اقل فاعلية في عدد من المجالات على غرار التصرف التجاري والتصرف المالي والتصرف البشري.