تونس 23 مارس 2010 (وات) - انعقد الاجتماع الثاني رفيع المستوى التونسي البرتغالي يوم الثلاثاء في قصر الحكومة بالقصبة برئاسة السيد محمد الغنوشي الوزير الأول ونظيره البرتغالي السيد خوزي سوكراتاس وبحضور وفدي البلدين. وتوج هذا اللقاء بالتوقيع على مجموعة من اتفاقيات التعاون تتمثل في: / بروتوكول توأمة بين ميناء حلق الوادي /رادس وديوان البحرية التجارية والموانئ وإدارة ميناء لشبونة /البرنامج التنفيذي للتعاون في الميادين الثقافية والعلمية والفنية /بروتوكول تعاون في ميدان الأرشيف /مذكرة تفاهم بين البنك المركزي التونسي وبنك البرتغال /ملحق لاتفاقية التمويل المتعلقة بمنح خط اعتماد بقيمة مائة مليون اورو /اتفاقية تعاون في ميدان السياحة /اتفاقية تعاون اقتصادي /بروتوكول تعاون في ميداني التعليم العالي والبحث العلمي / وثيقة تسوية إدارية تتعلق بطرق تطبيق اتفاقية الضمان الاجتماعي الموقعة في 9 نوفمبر 2006 والتي دخلت حيز التنفيذ في 24 افريل 2009 / اتفاقية خاصة تتعلق بتسديد نفقات الخدمات العينية وابرز السيد محمد الغنوشي في كلمة بالمناسبة اهمية هذا اللقاء الذي يندرج في اطار تجسيد معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة في 17 جوان 2003 والتي تعكس العلاقات الممتازة القائمة بين تونس والبرتغال. واوضح ان هذا اللقاء الثاني يمثل اطارا ملائما لبحث السبل والوسائل الكفيلة بالنهوض بالتعاون الثنائي في مختلف الميادين ولتعميق التشاور حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مؤكدا اهمية هذا الاجتماع وما سيفتحه من مجال امام شراكة متنوعة ودائمة. واشار الوزير الاول في هذا السياق الى ان الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ستسهم في تعزيز الشراكة في القطاعات المجددة وذات القيمة المضافة العالية . وذكر بان العلاقات التونسية البرتغالية مافتئت تتطور منذ الزيارتين الرسميتين اللتين اداهما الرئيس زين العابدين بن علي في فيفري 1993 وماي 2000 الى البرتغال وزيارتي الرئيسين البرتغاليين ماريو سوراس وجورج سامبايو على التوالي في مارس 1995 وفيفري 2002 الى تونس. واشاد السيد محمد الغنوشي بالتطور المتواصل الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين تونس والبرتغال مشيرا بالخصوص الى ارتفاع حجم الاستثمارات البرتغالية في تونس لتبلغ 809 فاصل 4 مليون دينار سنة 2009 بما مكن البرتغال من تعزيز موقعه كرابع ممول للاستثمارات الخارجية المباشرة في تونس. واكد في هذا السياق عزم تونس على ادراج التعاون الثنائي الاقتصادي ضمن منظومة شراكة متنوعة ودائمة وذات منفعة مشتركة وعلى استفادة الفاعلين الاقتصاديين من الامكانات التي يتيحها اقتصادا البلدين من خلال تفعيل الاطر القانونية الثنائية ومتعددة الاطراف. واضاف بان المؤسسات الاقتصادية مدعوة الى مزيد تعزيز مجالات التعاون والشراكة في القطاعات الواعدة داعيا الفاعلين الاقتصاديين البرتغاليين الى مزيد الاستفادة من فرص الاستثمار والشراكة التي تتيحها تونس من اجل تعزيز حضورهم في السوق التونسية. وبين الوزير الاول من جهة اخرى ان مشاركة وفد كبير من رجال الاعمال التونسيين والبرتغاليين في المنتدى الاقتصادي التونسي البرتغالي حول موضوع "تحدي الطاقات المتجددة" تبرز حرص تونس والبرتغال على تكثيف مجالات الشراكة ودعمها بين البلدين. وبعد ان اشار الى ان العلاقات بين تونس والاتحاد الاوروبي تندرج في اطار نظرة استراتيجية، ابرز الوزير الاول ضرورة دعم هذه العلاقات وتنويع مجالاتها من اجل ارساء شراكة دائمة ومتميزة. واكد في السياق ذاته العزم على مزيد تعزيز العلاقات بين تونس والاتحاد الاوروبي في مجالات متنوعة في كنف الاحترام المتبادل وتبادل المصالح متوجها في هذا الصدد بالشكر الى البرتغال لدعمها الثابت لمواقف تونس وحرصها على العمل من اجل ارساء علاقات متوازنة ومتضامنة بين الاتحاد الاوروبي وشركائه من الضفة الجنوبية للمتوسط . ومن جهته اعرب السيد خوزي سوكراتاس عن الارتياح للحصيلة الايجابية لهذه الزيارة التي توجت بالتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والسياحة والمالية بما يترجم ما يجمع بين البرتغال وتونس من علاقات متينة تعكس التزام البلدين بالمضي قدما في دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات. واضاف ان تونس تعد صديقا متميزا للبرتغال مؤكدا تقدير الحكومة البرتغالية للحكومة التونسية لسياسة الانفتاح التي تنتهجها ولما تحظى به تونس من ثقة على الصعيدين الاقليمي والدولي. كما اعرب عن اعجابه بما تشهده بلادنا من تقدم اقتصادي وتطور ملموس في مختلف المجالات. واشار الوزير الاول البرتغالي الى ان البرتغال وتونس يتقاسمان نفس الطموحات والتطلعات الى اعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي معربا عن ارتياحه للنتائج الايجابية والنجاح الذي توج اعمال المنتدى الاقتصادي التونسي البرتغالي حول موضوع "تحدي الطاقات المتجددة" . ونوه في هذا الصدد بالثقة المتبادلة بين رجال الاعمال التونسيين والبرتغاليين والتي تبشر بمستقبل افضل لكلا البلدين على درب تعزيز التعاون الثنائي وعلى صعيد اخر اشار السيد خوزي سوكراتاس الى تطابق وجهات نظر البلدين بخصوص المسائل الاقليمية والدولية. وكان السيد محمد الغنوشي اجرى قبل ذلك محادثة مع السيد خوزي سوكراتاس تناولت بالخصوص تطور العلاقات بين تونس والبرتغال والافاق المتاحة لمزيد تعزيز مجالات التعاون والشراكة في مختلف الميادين. وتم خلال المحادثة استعراض جدول اعمال الاجتماع الثاني رفيع المستوى التونسي البرتغالي. كما مثل اللقاء مناسبة للتطرق الى مجمل القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.