تونس 7 افريل 2010 (وات)- انتظمت، يوم الاربعاء بتونس, تحت سامى اشراف الرئيس زين العابدين بن علي الندوة السنوية لمركز جامعة الدول العربية بتونس حول "المغرب العربي فى مفترق الشراكات: تطور العلاقات العربية الاسيوية: دور ومكانة المغرب العربي فيها". وترمي الندوة الى الوقوف على واقع التعاون العربي الاسيوي وسبل تعزيزه والدور الذي يضطلع به المغرب العربي في تطوير العلاقات بين المنطقتين. فالدول المغاربية تربطها مع جل الدول الاسيوية علاقات عريقة تنوعت مجالاتها. وبين السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية لدى افتتاحه اشغال الندوة ان التوقعات المستقبلية تشير الى تطور التعاون العربي الاسيوي عموما والتعاون المغاربي الاسيوي بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، بالنظر الى وجود مصالح استراتيجية مشتركة بين الجانبين وادراكهما بان قيام شراكة حقيقية بينهما امر حيوي للمساهمة في تحقيق الاهداف التنموية لكل الاطراف. واعرب عن امله في توسيع المنتديات الاقتصادية العربية الاسيوية على غرار منتدى التعاون العربي الصيني (سبتمبر 2004) والمنتدى الاقتصادي العربي الياباني للتعاون (ديسمبر 2009) ومنتدى التعاون العربي التركي (سنة 2008 ) والمنتدى العربي الهندى (سنة 2008) الى مختلف مجالات التعاون في ظل التحديات الجديدة التي فرضتها العولمة والازمة المالية العالمية والتغيرات المناخية. وابرز مساعي الدول المغاربية الى تطوير العلاقات العربية الاسيوية حيث تشكل منطقة المغرب العربي نقطة وصل بين افريقيا واوروبا وتزخر بثروة بشرية تفوق ربع سكان البلدان العربية مما يعطى للمنطقة وزنا هاما على المستوى العربي والاقليمي كمصدر للانتاج وخلق الثروات واليد العاملة وسوق استهلاكية هامة. وقد استقطبت الدول الاسيوية سنة 2008 نحو 8ر10 بالمائة من الصادرات الاجمالية لدول اتحاد المغرب العربي (19 مليار دولار مقابل 8ر12 مليار دولار سنة 2007) بارتفاع ناهز 48 بالمائة وتفوق هذه الحصة ربع اجمالي الصادرات العربية نحو اسيا. وعلى مستوى الواردات من الدول الاسيوية فقد بلغت سنة 2008 حوالي 30 مليار دولار اي ما يعادل 8ر23 بالمائة من الواردات الاجمالية لدول الاتحاد مقابل 6ر28 بالمائة لجميع الدول العربية. وبين وزير التجارة والصناعات التقليدية ان تونس التي اولت علاقات التعاون مع البلدان الاسيوية مكانة هامة بحرص من رئيس الدولة قد عملت على تنويع هذا التعاون والارتقاء به الى مستوى الشراكة الفاعلة في مجالات هامة ذات المحتوى التكنولوجي والمعرفي لا سيما من خلال تطوير التعاون الثنائي والثلاثي مع اليابان في مجالات البنية الاساسية والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والبيئة والتعاون الصناعي مع تركيا والصين والتعاون التكنولوجي مع الهند. وذكر فى هذا الصدد باحتضان تونس للدورة الثالثة لندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية في شهر ماي 2009 واستضافتها للاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون العربي الصيني سنة 2012 فضلا عن استضافة ليبيا لمؤتمر الصداقة العربية الصينية خلال سنة 2010 . وأعرب السيد الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس مركز الجامعة بتونس، عن الاعتزاز بانعقاد الندوة تحت الرعاية السامية للرئيس زين العابدين بن علي، بما يقيم الدليل على دعمه القوى لموءسسات العمل العربي المشترك.
واشاد بمبادرات رئيس الدولة الرائدة من أجل تطوير العمل المشترك سواء بين الدول العربية أو بينها وبين التجمعات والأقاليم الأخرى في أطار شراكة مثمرة ومتينة، مبرزا الاهمية التى يكتسيها البعد الآسيوي في العلاقات العربية حيث تعمل الجامعة العربية على تعزيز هذه العلاقات من خلال تطوير التعاون خاصة مع الدول النافذة في القارة الآسيوية عبر جملة من الاليات على غرار منتديات التعاون. ومن ناحيته ثمن السيد الحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الجهود المحمودة التي يبذلها الرئيس زين العابدين بن علي لدعم صرح الاتحاد المغاربي، مبرزا أهمية ارساء شراكة حقيقية وفاعلة بين بلدان الاتحاد ونظيراتها في القارة الاسيوية بما يكفل مواجهة التحديات المترتبة بالخصوص عن الازمة الاقتصادية والمالية العالمية. واستعرض الجهود التي تبذلها الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي من أجل ارساء حوار مغاربي بناء مع مختلف الدول الاسيوية وتكثيف التشاور واللقاءات مع المسوءولين والفاعلين الاقتصاديين في هذه المنطقة بما يسهم استكشاف اسواق وفرص جديدة للشراكة تساعد على تنفيذ المشاريع الاندماجية المغاربية، مشيرا ايضا إلى دور الدول الآسيوية في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.