الحمامات 29 أفريل 2010 (وات) تحتضن مدينة ياسمين الحمامات حاليا اعمال المنتدى الدولي 13 لمجلة "رياليتي" الذي ينتظم تحت شعار"اوروبا والمغرب العربي وافريقيا: من اجل شراكة شاملة". وابرز السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي لدى افتتاحه مساء الاربعاء اعمال المنتدى حاجة المجموعة الدولية الى رفع تحديات السلم والتنمية البشرية ولاسيما بدعمها لمجهودات القارة الافريقية من اجل التجديد. ولاحظ ان تونس ما فتئت تدعو الى اقامة حوار جديد مفتوح ومسؤول بين افريقيا والمجموعة الدولية والاتحاد الاوروبي بصفة خاصة يقوم على الاحترام المتبادل ويهدف الى دعم المصالح المشتركة. وبين ان المنتدى ياتي في فترة تشهد ميلاد نظرة جديدة للشراكة الاوروبية الافريقية نابعة من الحركية التنموية التي تعرفها افريقيا ومما يتوفر بها من طاقات بشرية. واكد ان المساعدة على التنمية تهيئ لبناء شراكة مفيدة لكل الاطراف مما يؤكد ضرورة الاخذ بعين الاعتبار التزامات المجموعة الدولية من اجل تحقيق اهداف الالفية للتنمية والى اتخاذ الاجراءات التضامنية اللازمة ولاسيما التي تخص التعاون من اجل مقاومة الفقر في افريقيا وفي العالم. واشار بخصوص الشراكة الى ان قمة اوروبا افريقيا الثانية التي انعقدت بلشبونة في ديسمبر 2007 مثلت منعرجا في العلاقات الافريقية الاوروبية ولاسيما بالتاسيس لشراكة اكثر تضامنا وتوازنا. واكد مسؤولية الافارقة والاوربيين في اعطاء معنى حقيقي للشراكة ولاسيما بالتعجيل بوضع مبادرات فعلية ومجددة للشراكة ولاسيما في ميادين التعليم والبحث العلمي وتعزيز الاندماج الاقليمي مبرزا العلاقة الوثيقة بين المساعدة على التنمية والشراكة ولاسيما بالعمل على جعل تنمية افريقيا رافدا للتعاون مع اوروبا في اطار شراكة تضامنية ومسؤولة تهدف الى التكامل. واشار الى ضرورة التركيز على دفع المبادلات التجارية وتعميق الاندماج الاقليمي باعتبارها اسس التنمية الاقتصادية ودفع التشغيل فضلا عن العمل على دعم قدرة افريقيا في مجال احترام قواعد ومقاييس الجودة التي اضحت شرطا اساسيا للنفاذ الى الاسواق الاقليمية والدولية. وبين ان الاندماج يقوم على توفير المزيد من التكامل بين الاقتصاديات وتطوير البنى الاساسية في ما بين الجهات بما يحسن قدرتها على استقطاب الاستثمار الخاص ويشجع على بعث المشاريع المشتركة وتطويرها اقليميا ودوليا. واكد ضرورة اعطاء الاولوية للراسمال البشري في اطار سياسة تشجع التقارب الثقافي بين الشعوب ويضطلع فيها الشباب بدوره كمحرك للتنمية مبرزا طموح البلدان الافريقية لبناء اقتصاديات تقوم على المعرفة وعلى دفع التبادل البشري بين القارتين في اطار رؤية تحفز التعاون العلمي والتكنولوجي والبحث العلمي في ميادين ذات اهتمام مشترك. وابرز الوزير ارتباط الاندماج الشامل بالاندماج الاقليمي مؤكدا ضرورة ان توفر الشراكة الاوروبية الافريقية الربح للطرفين وان تساهم في توفير مستلزمات بروز فضاءات اقليمية وجهوية تعزز الاندماج الافريقي. ولاحظ السيد محمد النوري الجوينى ان الاتحاد المغاربي قادر على المساهمة بصفة كبيرة في اقامة شراكة ناجعة ودائمة بين افريقيا واوروبا باعتبار ما يتوفر عليه من قدرات بشرية وعلمية وتكنولوجية. واشار الى ان علاقات التعاون الفني والاقتصادي والعلمي بين بلدان الاتحاد المغاربي وبقية البلدان الافريقية في تطور مستمر بما يجعل منها عناصر اساسية تشجع على الاندماج الاقليمي وتساهم في تعزيز قدرة القارة على مزيد تحسين النتائج المرجوة من علاقاتها الاستراتيجية مع شركائها الاوروبيين. وعبر السيد ادريناوس كوتنسارويجتر السفير رئيس لجنة المفوضية الاوروبية بتونس عن تفاؤله بخصوص الشراكة الافريقية الاوروبية مؤكدا الاستعداد لمواصلة العمل من اجل دعم مسار الاندماج المغاربي ودفع التعاون الثلاثي. كما ابرز حرص الاتحاد الاوروبي على اقامة شراكة حقيقية مع البلدان الافريقية اساسها الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والاحترام المتبادل والتي تشكل المبادىء التي يعمل في اطارها الاتحاد الاوروبي. وادلى السيد دومنيك دي فيلبان الوزير الاول الفرنسي الاسبق على هامش حفل الافتتاح بتصريح صحفى اكد في اطاره بالخصوص على وجود افاق حقيقية للشراكة الاوروبية الافريقية ولاسيما من خلال تركيز ديناميكية جديدة تقوم على تقوية العلاقات ولاسيما بتطوير الروابط بين الاتحاد الاوروبي والاتحاد المغاربي وافريقيا والتي تمثل في حد ذاتها اقطابا رئيسية لدعم الشراكة مبرزا ضرورة التركيز على جملة من المسائل الحياتية الهامة وخاصة الوصول الى الماء الصالح للشراب والنقل والصحة. واشار الى ان تونس قادرة بفضل خبرتها ورصيدها من الثقة على دفع الشراكة الاوروربية الافريقية وعلى الاضطلاع بدور الجسر الذي يعزز التضامن بين الاقطاب الثلاثة. ولاحظ ممثل البنك الافريقي للتنمية من جهته ان ما حققته افريقيا من نسب نمو جد محترمة تبعث على التفاؤل مبرزا اهمية دور البنك في دفع الشراكة وفي دعم كل برامج الاندماج الاقليمي وجهود البلدان الافريقية من اجل التنمية. واشار ممثل وزارة الخارجية الاسبانية الى ان ما تحقق في اطار التعاون الاورومتوسطي في 15 سنة الاخيرة يبعث على التفاؤل بخصوص افاق الشراكة الافريقية الاوروبية مبرزا الحاجة الى ترجمة الرغبة في دفع الشراكة والتحلي بالصبر لتحقيق النتائج. ولاحظ السيد اسماعيل حمداني الوزير الاول الجزائري الاسبق من جهته ان الاهتمام بافريقيا لم يعد حكرا على اوروبا بل ان حضور الصين في افريقيا واهتمام الولاياتالمتحدة الامركية بافريقيا يؤكد ضرورة ان تكون البلدان الاوروربية اكثر تنافسية في الاستجابة الى انتظارات افريقيا وتطلعاتها من الشراكة. ويتميز المنتدى الدولي بمشاركة عدد هام من الشخصيات السياسية والخبراء من اوروبا وافريقيا. كما تتركز المداخلات حول الافاق الاقتصادية للمنطقة المتوسطية والتعاون الاوروبي الافريقي ومساهمة المجمعات الاقليمية في الاندماج الافريقي الشامل والتنمية المستديمة.