تونس 2 أكتوبر 2010 - (وات) تحتفل تونس، يوم الاثنين 4 أكتوبر، باليوم العربي واليوم العالمى للاسكان الذي ينتظم في بعده العربي تحت شعار "السكن الملائم للبيئة حق للجميع" وفى بعده العالمى تحت شعار "مدينة أفضل، حياة افضل". ويتوافق موضوع اليوم العالمى لعام 2010 مع شعار معرض شنغهاى العالمى، الذي ينتظم من 1 الى 30 اكتوبر 2010 ويرمي الى تكريس مبدا بناء مدن المستقبل، التي تأوي أكثر من نصف سكان العالم، على اسس الاستدامة وتحسين جودة الحياة لمواطنى الدول النامية والمتقدمة. وأصدرت تونس، بالمناسبة، بيانا أكدت فيه انسجام شعار الاحتفال في بعديه العالمى والعربي مع مبادىء السياسة السكنية التي ارسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن على والتي ترتكز على تكريس التنمية الشاملة والمستدامة. وترمي هذه السياسة إلى تمكين المواطن التونسي من حقه في اكتساب مسكن لائق وسط بيئة سليمة وآمنة تتوفر فيها كل مقومات العيش الكريم من خدمات عامة وتجهيزات جماعية ومحيط متوازن وظروف ملائمة لانتصاب وتعاطى مختلف الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وجاءت نتائج المسح الوطنى نصف المرحلى للسكان والسكنى لسنة 2009 لتعكس هذه المبادىء حيث ارتفع عدد الوحدات السكنية الى حوالي مليونين و887 الف مسكن سنة 2009 مقابل مليونين و500 الف مسكن في سنة 2004 اي بنسبة نمو في حدود 91ر2 بالمائة سنويا متجاوزة بذلك نسبة نمو عدد الاسر التي بلغت 51ر2 بالمائة. كما انخفضت نسبة المساكن البدائية من مجموع الرصيد السكنى من 8ر0 بالمائة سنة 2004 الى 3ر0 بالمائة سنة 2009 وارتفع مستوى الرفاه داخل المسكن حيث انخفضت نسبة المساكن ذات الغرفة الواحدة من 14 بالمائة سنة 1994 الى 9ر6 بالمائة سنة 2004 و6ر3 بالمائة سنة 2009 وارتفعت نسبة المساكن المتكونة من 3 غرف لتبلغ 46 بالمائة سنة 2009 . وتتطلع تونس، وفق البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" 2009-2014، إلى بناء "مدينة المستقبل" التي تضمن للاجيال القادمة الحق في تهيئة حديثة وعمران متطور. وتضمن البرنامج الرئاسي في هذا الاطار عديد البرامج والتدابير من ابرزها تطوير البنية الاساسية والتجهيزات الجماعية واعداد وتحيين الامثلة التوجيهية لتهيئة المدن وتعميم /الاجندا 21/ على المدن التونسية وتوسيع شبكات التطهير لتشمل سائر المناطق البلدية والنهوض بالاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية وتكثيف المساحات الخضراء وفضاءات الترفيه والنشاط الثقافى والرياضى. وسيتم خلال الفترة 2009-2014 انجاز 300 الف مسكن والارتقاء بنسبة العائلات المالكة لمساكنها من 80 بالمائة حاليا الى 90 بالمائة سنة 2014 فضلا عن وضع آليات جديدة لمساعدة العائلات محدودة الدخل على تحسين مساكنها مع ضمان الحق في محيط متوازن يطيب فيه العيش تكريسا لمقومات التنمية المستديمة. وستشهد ذات الفترة تشييد 70 الف مبنى خاضع لشروط النجاعة الطاقية للبناءات ومضاعفة نسبة الطاقات المتجددة من الاستهلاك الاجمالى للطاقة خمس مرات واحداث 350 الف متر مربع من السخانات الشمسية الاضافية وتركيز 5000 منزل شمسي. وشرعت تونس بعد في تجسيم مختلف هذه الاهداف من خلال تحديد افاق تطوير البنية الاساسية والتجهيزات الجماعية الكبرى في افق سنة 2050 ووضع خارطة وطنية في هذا المجال فضلا عن احكام استغلال المجال الترابى باعداد او تحيين الامثلة التوجيهية للتهيئة لمختلف المدن والجهات الاقتصادية. كما تم وضع خطة وطنية لتهيئة وتطوير المدن الصغرى والمتوسطة ستشمل 200 مدينة واحداث احزمة خضراء حول المدن الكبرى مع الاخذ بعين الاعتبار احتياجات التوسع الى افق سنة 2050 ويأتي تحقيق مجمل هذه الاهداف ليجسم رؤية تونس للتنمية الشاملة والمستديمة وليؤمن "بناء مدينة المستقبل" بتهيئة حديثة وعمران متطور وبمساكن لائقة مقتصدة للطاقة والمياه وسط محيط سليم يطيب فيه العيش.