بنزرت 14 أكتوبر 2010 (وات) - تحتفل ولاية بنزرت يوم الجمعة 15 أكتوبر ومعها سائر جهات البلاد بذكرى محطة وطنية مجيدة خط فيها التونسيون صفحات ناصعة من النضال والفداء والتضحية بالنفس من أجل عزة الوطن وسيادته، هي الذكرى 47 لعيد الجلاء التي يعد الاحتفال بها سنويا شاهدا على الوفاء الدائم لتضحيات الشهداء الأبرار ومآثرهم العالية التي تعد نبراسا ينير الطريق ويستحث العزائم على البذل المتواصل والعطاء المستمر توطيدا لمقومات التقدم والمناعة. ويعد الاحتفال السنوي بهذه الذكرى أيضا محطة متجددة للوقوف على النهضة الشاملة والنقلات التنموية النوعية التي شهدتها ولاية بنزرت بفضل الإرادة السياسية للرئيس زين العابدين بن علي وحرصه الموصول على دفع مسيرة النماء والتقدم في هذه الجهة المناضلة تماما كما في سائر ربوع الوطن ولفائدة كل الفئات. وقد تجسم هذا الحرص الرئاسي على الارتقاء بمؤشرات التنمية في ولاية بنزرت من خلال الرصيد الثري من المكاسب والإنجازات الهامة التي سجلتها الجهة التي استقطبت على مدار سنوات التغيير استثمارات عمومية تزيد عن 6850 مليون دينار. وشملت المنجزات المسجلة سائر القطاعات دون استثناء وذلك تكريسا للمقاربة التنموية لرئيس الدولة القائمة على التلازم المتين بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي. كما أتاحت جملة الانجازات المحققة إحراز نقلات هيكلية سيما على أصعدة مؤشرات التنمية البشرية بجميع مكوناتها وعناصرها وتأهيل البنى التحتية وتطوير جهاز الإنتاج وتحسين مردوديته وتنويع القاعدة الاقتصادية. وانسجاما مع مكانة خيار الارتقاء بنوعية حياة المواطن ومستوى عيشه ضمن التمشي التنموي الوطني فقد حظي هذا المجال الحيوي في ولاية بنزرت بكبير الدعم يبرز من خلال تزويد 45453 عائلة ريفية بالنور الكهربائي بإستثمارات بلغت 35 فاصل 439 م.د مما ارتقى بنسبة التنوير بالريف من 24 إلى 99 فاصل 3 بالمائة على امتداد الفترة المتراوحة بين 1987 و2010. كما سجلت نفس الفترة جلب الماء الصالح للشراب لفائدة 79345 من متساكني المناطق الريفية باستثمارات تجاوزت ال55 م.د وبذلك ارتفعت نسبة التزود بالوسط الريفي من 25 إلى 84 بالمائة وستتطور هذه النسبة لتتعدى ال95 بالمائة عند استكمال تنفيذ المشروع الرئاسي الهام المتعلق بمزيد تحسين نسبة وظروف تزويد منطقة سجنان بالماء الصالح للشراب. كما شهدت الفترة ذاتها تطورا مهما في نسبة الربط بشبكة التطهير التي ارتفعت من 49 بالمائة قبل التحول إلى أكثر من 96 بالمائة حاليا. وتم في الإطار ذاته أي الارتقاء بجودة الحياة، استثمار 87 فاصل 2 م.د لدعم قطاع الصحة بالجهة. وقد أتاحت تلك الاستثمارات تحسين نسبة التغطية بالخدمات الصحية بالجهة التي شهدت تقلص عدد السكان للطبيب الواحد من 2857 شخصا قبل التحول إلى 1332 شخصا اليوم وتطور عدد الأسرة بالمستشفيات من 320 إلى 965 سريرا وعدد مراكز الصحة الأساسية من 39 إلى 90 مركزا منه 7 مراكز لرعاية الأم والطفل. كما يجدر في المجال إبراز الدور الهام الذي اضطلع به صندوق التضامن الوطني 26/26 في مجال تحسين ظروف العيش والارتقاء بجودة حياة مئات الأسر التي تقيم في مناطق ريفية وجبلية نائية ومعزولة وأحياء شعبية ذات كثافة سكانية عالية. واحتلت مسألة تأهيل الموارد البشرية مرتبة الصدارة ضمن المحاور الإستراتيجية التي إرتكز عليها العمل التنموي بولاية بنزرت منذ التحول، وقد تجلى ذلك من المشاريع الضخمة التي أنجزت في قطاعات التربية والتعليم والتكوين المهني والتعليم العالي باستثمارات جملية بلغت 160 فاصل 4 م.د. واتجه الاهتمام من جانب آخر إلى دعم البنية الأساسية ولاسيما البنى التحتية المهيكلة أو الدافعة باعتبارها من العوامل الرئيسية لحفز الاستثمار المحلي واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وقد مثل بناء الطريق السيارة تونس/بنزرت والطريق السريعة منزل بورقيبة/بنزرت ونظيرتها الرابطة بين منزل بورقيبة والعالية وتهيئة وتعصير الطريق الوطنية رقم7 على طول 93 كلم وتأهيل الميناء التجاري بنزرت/منزل بورقيبة وتهيئة خمس مناطق صناعية جديدة وبناء عدد من السدود وتهيئة المنطقة السياحية "سيدي سالم"ببنزرت أهم المشاريع المنجزة في هذا الميدان. كما ستدخل الجهة في الأعوام القريبة القادمة مرحلة جديدة على درب التنمية السياحية الحقيقية باستكمال إنجاز مختلف مكونات وعناصر المشروع السياحي العملاق"بنزرت كاب 3000" الذي يتواصل تنفيذه بنسق حثيث باستثمارات جملية تفوق ال170 م.د. وسجلت الجهة منذ التحول تطورا مطردا في حجم مساهمات الاستثمار الخاص في التنمية حيث شهدت ولاية بنزرت إنجاز 4060 مليون و700 ألف دينار(7.4060 م.د) من الاستثمارات الخاصة، استأثر قطاع الصناعات المعملية بنصيب الأسد منها. وأسهمت هذه الاستثمارات في إحداث 186 مؤسسة صناعية جديدة وفرت كلها مجتمعة 35500 موطن شغل مباشر.