قابس 17 نوفمبر 2010 (وات)- ضبطت الجهات الفلاحية بولاية قابس عددا من البرامج التحفيزية الجادة لتشجيع الفلاحين على مضاعفة الجهود لإحياء غراسة الحناء، هذا المنتوج ذو الأبعاد الحضارية لسكان المنطقة، وذلك بهدف بلوغ 1000 هكتار كمساحة جملية للغراسات الصناعية مع موفى السنة الجارية، سيكون لإنتاج الحناء منها نصيب هام يتجاوز إنجازات سنة 2009. ويذكر أنه تم خلال الموسم الفلاحي الماضي غراسة 980 هكتارا من الزراعات الصناعية بما تحتويه من حناء وتبغ وفر إنتاجا يقدر ب1470 طنا. وتم مع بداية سنة 2010 تسجيل تراجع في المساحات المخصصة لإنتاج الحناء بالجهة جراء توجه عدد من المنتجين نحو غراسات جديدة ذات مردودية اقتصادية أهم وهو ما ينجر عنه تراجع في المحاصيل مع نهاية السنة الجارية. وقد تجاوز صيت حناء قابس البحار وغزا العالم بفضل جودتها وتميزها عن باقي أنواع الحناء الأخرى حتى باتت ماركة عالمية مسجلة باسم الجهة الأمر الذي شجع الفلاحين على مدار العقود الماضية على توسيع المساحات المخصصة لغراستها وتكثيف إنتاجها لما لها من مردودية مالية وخصوصيات حضارية. وخبر أهالي الجهة استخدام الحناء وتفننوا في طرق تحضيرها حتى بات لكل فصل من فصول السنة نوع من الحناء. ففي فصل الخريف يزداد الإقبال على الحناء "الخريفية" المعروفة بحناء "بوليلة"، ويجنح المغرمون بها في الصيف إلى حناء "المشماش" وحناء "الحصدة الأولى" والحناء "الحمراء". وتأكيدا للمكانة الثقافية والاجتماعية والحضارية للحناء لدى أهالي المنطقة لازال سوق الحناء بجارة يستهوي عددا كبيرا من الزوار ويستقطب روادا من مختلف الأعمار والجنسيات أجمعوا على ما لهذا المنتوج من أسرار تتجاوز حدود الزينة وتخضيب الكفوف بها لتبلغ درجة الدواء الشافي لبعض الأمراض. لكن تغير منذ سنوات قليلة واقع إنتاج الحناء بالجهة حيث شهد نوعا من الفتور وعزف عدد من الفلاحين على غراسة هذه الشجرة نتيجة تراجع مردوديتها وتعرضها لبعض الصعوبات أهمها طول مدة الدورة المائية للري بالواحات وتأثير انحباس الأمطار على جودة المنتوج وغياب الدعم اللازم لهذا النشاط الفلاحي. وتستلزم هذه الصعوبات وفقا للمنتجين التفكير في حلول عملية تحفز على الاستثمار في هذا المنتوج الهام وتيسير مسالك ترويجه سيما في ظل احتدام المنافسة بين حناء قابس والحناء الجاهزة التي يتم استيرادها من الخارج.