تونس 3 جانفي 2011 (وات/تحرير عادل الرياحي) - حققت تونس خلال سنة 2010 مزيدا من الاشعاع والتألق في مختلف التظاهرات الرياضية الدولية والإقليمية يعتبر الثمرة الطبيعية للعناية الفائقة التي حظيت بها رياضة النخبة في مختلف الاختصاصات بدفع من الرئيس زين العابدين بن علي الذي ما فتئ يحيط قطاع الرياضة بالدعم المتجدد وهو ما تجلى من خلال تواتر المبادرات والاصلاحات والاجراءات الرامية إلى تمكين الرياضة والرياضيين من كل أسباب التألق وآخرها القرارات الرئاسية المعلنة في شهر ديسمبر الماضي والرامية الى الارتقاء بمستوى الرياضة وإصلاح أوضاع القطاع وتطويره. فقد شهدت سنة 2010 دفعا متميزا من خلال الشروع في تجسيم مختلف الاجراءات الواردة في البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" للخماسية 2009-2014 والمخطط الثاني عشر للتنمية للفترة 2010-2014 كما سجلت انطلاق عملية إصلاح وتطوير شاملين للرياضة سيما عبر إعادة هيكلة الجامعات الرياضية وتعزيز مواردها بالاخصائيين في المتابعة العلمية فضلا عن الترفيع في المنح المرصودة لفائدة الجامعات والجمعيات الرياضية من 28 مليون دينار سنة 2009 الى 32 مليون دينار سنة 2010 . وشملت العناية الرئاسية خلال السنة المنقضية كل النوادي الرياضية في مختلف الاختصاصات ولاسيما في الرياضات الفردية مما مكن من تحقيق نتائج ايجابية في مختلف التظاهرات الرياضية الدولية والإقليمية وترسيخ إشعاع تونس. ومن أهم هذه النتائج إحراز تونس على المرتبة الأولى في الدورة الأولى للألعاب الإفريقية للشباب بالمغرب وتتويج منتخب كرة اليد للرجال بالبطولة الافريقية وغيرها من التتويجات في الألعاب الفردية على غرار السباحة بتألق قرش قرطاج، أسامة الملولي في عديد التظاهرات العالمية وآخرها إحرازه على بطولة العالم لسباق 1500 متر (حوض صغير) التي اقيمت بدبي نهاية السنة. وفي رياضة التنس أدركت اللاعبة المتألقة انس جابر /أواسط/ نهائي دورة رولان غاروس ونصف نهائي دورة ويمبلدون فضلا عما حققته الرياضة النسائية من نتائج مشرفة حيث توفقت في احراز 50 بالمائة من مجموع الميداليات التي فازت بها تونس في السنة الماضية. كما اتجه العمل سنة 2010 إلى تعزيز البنية الأساسية الرياضية وتطوير مؤشراتها بتشييد منشآت جديدة مكنت من الارتقاء بعدد الملاعب المعشبة من 180 سنة 2009 الى 189 ملعبا سنة 2010 وبعدد القاعات الرياضية من 155 الى 160 قاعة خلال نفس الفترة الى جانب مواصلة تأهيل وصيانة المنشآت الرياضية القائمة بصفة دورية. وتوالت أيضا الجهود للارتقاء بمستوى المسابقات الرياضية وتطويرها ودعم الرياضة المدنية وتوفير احاطة دائمة برياضة المعوقين والرياضة النسائية وتعميمها بصفة مرحلية على المعتمديات ببعث 20 جمعية نسائية او فرعا رياضيا نسائيا سنويا انطلاقا من السنة الماضية الى حدود سنة 2014/. وفي إطار تعزيز التربية البدنية والأنشطة الرياضية بالوسط المدرسى تميزت سنة 2010 بتقدم إنجاز الخطة الوطنية لتعميم التربية البدنية بمختلف المراحل التعليمية حيث بلغت نسب التغطية بتدريس هذه المادة خلال السنة الدراسية 2009-2010 بالأساسي 64 فاصل 2 بالمائة و94 فاصل 3 بالمائة بالاعدادى و96 فاصل 7 بالثانوى بفضل مختلف الإجراءات المتصلة بتهيئة الفضاءات الرياضية بالمؤسسات التربوية وبجوارها وبالجهود المبذولة على مستوى الموارد البشرية وإطارات التدريس. كما تواصلت الجهود الرامية إلى نشر ممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية على أوسع نطاق وبمختلف الأوساط الاجتماعية. وتم للغرض إعداد دراسة ميدانية هي الأولى من نوعها حول الممارسات البدنية والرياضية لدى التونسيين والتي أفرزت عديد النتائج التي تم استغلالها من خلال تنفيذ الخطة الوطنية للرياضة للجميع وضبط الملامح الرئيسية للرياضة الصحية ودعم برامج الرياضة والشغل. وفي سياق الحرص على تعزيز هذه المكاسب واثراء سجل تونس بتتويجات إضافية أذن رئيس الدولة في موفى سنة 2010 بتنفيذ جملة من القرارات تمثل في مجملها وبتنوع مجالاتها خطة مرجعية متكاملة لإصلاح القطاع الرياضي. وقد أتت هذه القرارات التي بلغ عددها 53 قرارا في اطار سعي سيادته للارتقاء بواقع الرياضة التونسية وتوفير أسباب وممهدات نجاحها وذلك على مستويات التنظيم والتكوين والتأطير والتأهيل والتمويل والتسيير الإداري والمالي والإحاطة الفنية ومقاومة العنف والرفع من مردود المنتخبات الوطنية في سائر الاختصاصات وهو ما يوحي بان السنة القادمة ستشهد مزيدا من التألق للرياضة التونسية. وستتجه الجهود سنة 2011 إلى مواصلة الاحاطة بالنخبة الوطنية وتمكينها من أسباب التألق والنجاح عبر توظيف احدث الطرق والأساليب العصرية لتنمية المؤهلات الفنية والبدنية للاعبين والارتقاء بأدائهم وتوفير المدربين الأكفاء ومضاعفة التربصات والاحتكاك بالرياضيين ذوى المستوى العالى وتامين المتابعة الطبية والنفسية والاجتماعية. وبالتوازي سيتم العمل على تطوير منظومة استكشاف المواهب الرياضية وإيجاد الحلول على مستوى تبنى العناصر المستكشفة بالجمعيات الرياضية المدنية ببعث مراكز فيدرالية أو جمعيات مدنية جديدة لاستقطاب هذه العناصر بالمناطق المفتقرة للجمعيات الرياضية إلى جانب الشروع في الدراسات الفنية لبعث قطب وطني عصري لإعداد وإيواء النخب الوطنية. أما على مستوى الرياضة المدنية فستتجه الجهود نحو دعم التكوين القاعدي وتشجيع بعث الفروع والجمعيات الرياضية لاسيما في الالعاب الفردية بهدف الرفع من عدد المجازين ليصل عددهم الى حوالى 135 الف من أجل توفير قاعدة واسعة من اللاعبين لاثراء النخب الوطنية الى جانب مواصلة العمل على تاهيل الهياكل الرياضية وتطوير اساليب تسييرها وادارتها الى جانب ايجاد حلول جذرية للتمويل الرياضى لاسيما بالنوادى المحترفة. كما سيتم العمل على تنظيم عمليات الاستغلال والتصرف في المنشات الرياضية والرفع من مستوى المسابقات الرياضية في جميع الجوانب لاسيما من الناحية الفنية وتاكيد الدور الاخلاقى والتربوى للرياضة باعتبارها عامل تقارب وتحابب بين الشباب. وستددعم الرياضة النسائية بمواصلة تنفيذ القرار الرئاسى القاضى باحداث جمعية نسائية على الاقل بكل معتمدية قبل موفى 2014 ومواصلة دعمها ماديا. وفي اطار مواصلة تنفيذ خطة الرياضة للجميع سيتم استغلال نتائج الدراسة الميدانية حول الممارسات البدنية والرياضية لدى التونسيين من أجل وضع برنامج وطني لدفع الرياضة الصحية نظرا لفوائدها الترفيهية والنفسية الأكيدة ودورها في الارتقاء بالصحة العامة كما سيتم إعطاء دفع جديد لبرنامج الرياضة والشغل لذلك سيتجه العمل نحو تهيئة البنية الأساسية الملائمة من ملاعب أحياء ومسالك صحية إضافة الى مضاعفة الجهود لتحفيز المستثمرين الخواص على مزيد بعث المنشات الرياضية. أما في مجال التربية البدنية فستتواصل الجهود في اتجاه تعميم تدريس هذه المادة بكل الجهات وفى مختلف المراحل التعليمية والوصول بها الى نسبة 70 في المائة بالمرحلة الابتدائية وذلك بتنفيذ برنامج تهيئة الفضاءات الرياضية بالمؤسسات التربوية وبجوارها وانتداب الاطار المدرس وتوفير التجهيزات الرياضية. كما ستعرف الانشطة الرياضية بالمؤسسات الجامعية نقلة نوعية قصد حث الطلبة على ممارسة الانشطة الرياضية والبدنية من خلال رصد اعتمادات مادية اكبر والقيام بمجهود اضافى لتعميم البنية التحتية والتجهيزات الرياضية وتطويرها في الكليات والمعاهد العليا واحداث جامعة وطنية للرياضة الجامعية. وفي اطار تطوير المنظومة الوطنية للرياضة سيتم تنظيم ندوة وطنية لاستشراف الافاق الجديدة للرياضة. أما على مستوى تطوير التشريعات الرياضية فسيتم احداث لجنة وطنية توكل اليها مهمة اعداد مجلة قانونية شاملة وموحدة لسائر شؤون القطاع الرياضى. ولتجسيم مختلف الاهداف الوطنية في المجال الرياضى سيتجه الجهد خلال السنة الحالية 2011 من اجل مواصلة تعزيز البنية الاساسية الرياضية بمختلف اصنافها واختصاصاتها لتشمل جميع المناطق وتغطى كامل تراب الجمهورية لدعم الرياضة المدنية والرياضة النسائية والارتقاء بمستوى المسابقات الوطنية مع اعطاء أولوية خاصة لتثمين المنشآت القائمة وتعهدها بالصيانة الدائمة. وسيتم للغرض الترفيع في الاعتمادات المخصصة حيث تضمنت ميزانية الدولة لسنة 2011 بالأساس تأهيل المركبات الرياضية بكل من المرسى و توزر وميدون وتنوير المركب الرياضى ببنزرت والشروع في الدراسات الفنية لتوسيع وتعصير الملعب الاولمبى بسوسة وإحداث 5 قاعات رياضية وتعشيب 6 ملاعب لكرة القدم بالاضافة الى مواصلة انجاز المركز الجهوى لالعاب القوى بقابس وانطلاق الدراسات الفنية لبناء مسبح بلدى بسوسة. وينتظر ان يبلغ عدد الملاعب المعشبة 204 ملاعب سنة 2011 وعدد القاعات الرياضية 176 قاعة وذلك بتضافر جهود جميع المتدخلين في المجال من بلديات ومجالس جهوية وجمعيات رياضية.