المكناسى (سيدي بوزيد) 15 مارس 2011 (تحقيق شوقي الغانمي) - تشهد معتمدية المكناسى من ولاية سيدى بوزيد منذ عدة اسابيع العديد من الحركات الاحتجاجية المطالبة بالحق فى تنمية جهوية عادلة تسهم فى تحسين ظروف العيش بهذه الربوع. وقد دخل عدد كبير من شباب المنطقة في اعتصام مفتوح منذ 28 جانفى الماضى بمقر جمعية حماية الثورة الى حين تحقيق مطالبهم. ويؤكد الاهالى ان معتمدية المكناسى كانت من اوائل التجمعات السكانية التى تكونت بالجهة وكان ذلك سنة 1903 غير ان التهميش ظل قدرها الى اليوم ولم يشفع لها تاريخها النضالي الحافل ولا الشهداء البررة الذين قدمتهم على امتداد حركة التحرير الوطني فى نيل الحد الادنى من مقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية العادلة. ويطالب ابناء الجهة بمزيد دعم قاعدة التنمية بالمنطقة وتنويعها واحداث نسيج صناعي قادر على احداث مواطن الشغل فضلا عن تكثيف الانتدابات في المؤسسات الحكومية والخاصة المنتصبة بالمدينة. ويؤكد عدد كبير منهم على ضرورة اعادة فتح الحوض المنجمى بمنطقة الجباس شمال شرق المعتمدية الذى اغلق بدون مبررات وهو قادر على استيعاب حوالى 400 موطن شغل. ومن جهة اخرى يعاني القطاع الفلاحي بالجهة من اشكاليات عديدة لعل من اهمها الوضعية العقارية غير الواضحة للاراضى الدولية وهو ما ساهم فى تعطيل مسيرة التنمية الفلاحية بالجهة. كذلك ادى تواضع البنية التحتية بالجهة وغياب طرقات عصرية وشبكة اتصالات حديثة فى تهميش مسيرة التنمة. وينادى المعتصمون والاهالى ايضا بضرورة تيسير اجراءات الحصول على القروض بالنسبة لصغار الفلاحين وفتح فرع للبنك التونسي للتضامن بالمدينة وتطوير عمل جمعية التنمية المحلية وتنصيب مسؤولين جدد عليها. كما يطالب بانشاء مستشفى جهوى بالجهة يتوفر على كل الاختصاصات الطبية يجنب الاهالى مشقة قطع 57 كلم وهي المسافة الفاصلة بين المكناسي ومركز الولاية للتداوي او التنقل الى الولايات المجاورة. ورفع شباب المحتجين شعارات تدعو الى محاسبة كل من ساهم في تهميش الجهة على جميع الاصعدة. ومن ناحية اخرى يطالب عمال معمل الجبس بالمنطقة بتسوية وضعياتهم الاجتماعية والمهنية. وقد تحول حوالى 30 عاملا منهم الى تونس العاصمة من اجل حل مشكلتهم خاصة وان بعض العاملين بهذه المؤسسة قد انتدب منذ سنة .1981 ويؤكد هؤلاء العمال ان المعمل لم يقم باى انتداب منذ سنة 1990 مشيرين الى ضرورة تقريب الادارة العامة منهم. وبدورهم يدعو عمال سكك الحديد الى تكثيف الانتدابات التي توقفت بدورها منذ سنة .1991 وفى سياق اخر تضاعفت مشاكل الجهة التنموية مع عودة عدد هام من ابناء المنطقة التى كانت تعمل فى ليبيا. كما ادى اغلاق معمل للنسيج بالمدينة خلال شهر جانفى الماضي الى احالة 120 عاملا على البطالة. ويؤكد اعضاء جمعية حماية الثورة بالمكناسي على اهمية هذه المطالب وضرورة الاسراع بالتدخل لفائدة الاهالى الذين نفذ صبرهم وملوا الانتظار والوعود المتتالية. وذكر هؤلاء انهم قاموا بالعديد من المبادرات قصد تهدئة الاوضاع بمدينتهم على غرار المساهمة في ارجاع الامن وعودة التلاميذ الى مقاعد الدراسة وتوزيع النداءات والبيانات التحسيسية الداعية الى اشاعة الامن بالجهة.