مدزارا دلفالو (إيطاليا) 4 ماي 2011 (وات - أمير العيادي) - يشارك عشرة صحفيين من بلدان الضفتين الجنوبية والشرقية للمتوسط، من بينها تونس، في الأيام الدراسية الأولى حول محور "الإطار المؤسساتي للشراكة الأورومتوسطية وفرص التعاون بين السلط المحلية والإقليمية". ويأتي هذا الملتقى الذي يلتئم من 2 إلى 6 ماي الجاري، بمدزارا دلفالو (جنوب إيطاليا)، بعد بضعة أشهر من قيام ثورتي تونس ومصر. وهو لقاء تنظمه اللجنة الدائمة الاورومتوسطية للسلط المحلية والاقليمية بالتعاون مع المعهد العالي للصحافة ببالارمو والمركز المتوسطي للدراسات الثقافية. وتهدف هذه الأيام الدراسية إلى توثيق الروابط بين الشعوب المتوسطية وإرساء الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان وإلى النهوض بقيم التضامن والسلم. وسيتناول المشاركون في هذا الملتقى بالنقاش مسألة الشراكة الأورومتوسطية ومختلف آليات الاتحاد الأوروبي إلى جانب تأثير السياسة الأوروبية على بلدان ضفتي المتوسط الجنوبية والشرقية. ويمثل هذا الملتقى فرصة لتقديم حصيلة الشراكة الأوروبية المتوسطية وبخاصة مسار برشلونة الذي ظلت نتائجه دون آمال شعوب ضفتي المتوسط باعتبار أن هذا المسار لم ينجح في تحقيق أهدافه ولا سيما منها إرساء منطقة للتبادل الحر في أفق 2010. ولاحظ عدد من المشاركين أن فشل مسار برشلونة يعود إلى غياب سياسة أورومتوسطية واضحة وناجعة وإلى نقص الموارد المالية وغياب روزنامة تحدد أولويات التدخل. وأشاروا في هذا الصدد إلى أهمية إحداث الآليات الضريبية لبلوغ أهداف مسار برشلونة الذي قالوا إنه يهدف إلى إرساء مناخ من الأمن والسلم في المنطقة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدان الأورومتوسطية. وقد أعرب متدخلون يمثلون الضفة الجنوبية للمتوسط عن مخاوفهم إزاء توسع الاتحاد الاوروبي في اتجاه الشرق، موضحين أن هذا التوسع تزامن مع جمود في العلاقات مع بلدان الجنوب. وأفادوا أن الاعتمادات المرصودة من قبل الاتحاد الأوروبي لفائدة بلدان شرق أوروبا تقدر ب 41 مليار يورو مقابل 5 فاصل 5 مليار يورو فقط لبلدان الجنوب. وأشاد المشاركون كذلك بالحركات الثورية القائمة بعدد من البلدان العربية التي ترنو إلى الحرية والديمقراطية، مؤكدين الإرادة التي تحدو أوروبا في مساندة هذه البلدان من أجل إنجاح انتقالها الديمقراطي. وأوضحوا أن " أوروبا لا تريد تصدير أو فرض نموذج جاهز للديمقراطية لكنها مستعدة لمساندة هذه الدول في مسارها الانتقالي ومساعدتها في وضع نموذج يتلاءم وخصوصياتها"، ملاحظين أن نجاح الانتقال الديمقراطي هو رافد للتنمية الاقتصادية. وأكدوا أن الانتقال الديمقراطي يجب ألا يمتد لفترة طويلة، كما يجب أن يحث بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط على إيجاد حلول سياسية ناجعة تتوج نجاح الثورة. كما أبرزوا ضرورة الالتزام بمبدأ الشراكة الاورومتوسطية، باعتبارها تمثل مسؤولية يلتزم بها على حد السواء، بلدان الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط. وبين المتدخلون من جهة أخرى أهمية هذا اللقاء الذي يعد فرصة سانحة لصحفيي الضفتين الجنوبية والشرقية للمتوسط للتفكير في السبل الكفيلة بدعم المعلومة الموجهة لبلدان الشمال والجنوب من اجل ضمان تواصل أفضل حول مقاربات وتوجهات الطرفين. وأعربوا في هذا الصدد عن أسفهم لغياب صحفيي الضفة الجنوبية للمتوسط عن اللقاءات العديدة التي نظمتها الهياكل الأوروبية، مؤكدين ضرورة تشريك مزيد من الصحفيين في عملية نقل المعلومة التي تترجم بوفاء واقع بلدانهم.