قال عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس التونسية المعارضة محسن مرزوق، إنّ بلاده باتت على أبواب ثورة هادئة تحقّق للتونسيين ما كانوا ينشدونه من ثورتهم الأولى، متهماً حزب حركة النهضة بمحاولة فرض «انقلاب حضاري» على حياة التونسيين قاومه المجتمع بقوة، وحمّل الحكومات السابقة التي قادتها «النهضة» مسؤولية التهاون في مواجهة العنف وأوضح مرزوق، الذي يتولى ملف العلاقات الدولية في الحركة التي تأسّست في العام 2012، في رد على أسئلة «البيان»، إنّ حكومة الترويكا التي كانت تقودها حركة النهضة زادت الوضع سوءاً لعدم ضبطها الحدود إلى جانب سوء إدارة في الجانب الاقتصادي. وانتقد عدم التزام «النهضة» وشريكيها في الترويكا بفترة التفويض الممنوح للمجلس التأسيسي. وأعاد تلك المماطلة إلى سعي «النهضة» إلى التغلغل في أجهزة الدولة
وانتقد السياسي التونسي المعارض الضغط الزماني على التونسيين في استحقاقي الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتمنى أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة لترتسم «بداية الثورة الهادئة بعد كل مراحل الثورة المتشنجة.. وتتحول فعلاً إلى مسار إصلاحي طويل المدى، ويحول تونس إلى دولة خالية من التهميش، دولة عنوانها التقدم
وعن موقع حركته في المشهد السياسي، قال رداً على تساؤل ل«البيان»: «نحن متفائلون بأن هذه الانتخابات إن تمت بطريقة سليمة ستعطي حركة نداء تونس المرتبة الأولى
في ما يلي مقتطفات من الحوار بين «البيان» ومحسن مرزوق
كيف كان أداء تجربة الترويكا.. والحكم التشاركي؟ حكومة الترويكا التي كانت تقودها حركة النهضة زادت الوضع سوءاً مع أن التونسيين كانوا يأملون أن يشهد الوضع استقراراً بعد انتخابات 2011، فتلك الحكومة تهاونت أمنياً مع العنف المسلح ومع الجماعات الجهادية، ولم تحكم الرقابة على الحدود مع ليبيا، حيث كان السلاح ينهمر على تونس في ظل أوضاع منفلتة. أما بالنسبة للوضع الاقتصادي، فكان هناك سوء إدارة بين جعل الوضع يتردى ويزداد سوءاً. وعلى المستوى السياسي، كان المفروض أن تدوم المرحلة الانتقالية سنة، ولكن المهيمنين على الوضع السياسي «مطّوها» لثلاث سنوات ووجدنا أنفسنا مضطرين للذهاب إلى انتخابات تشريعية ثم رئاسية في ظرف زمني قصير لا يتعدى الثلاثة شهور. ألا ترى من المبالغة تحميل كل الإخفاقات لحركة النهضة وهي أحد ثلاثة شركاء في الحكم؟ نحن لا نحمل أياً كان أكثر من مسؤوليته. الأحزاب التي قادت تونس في ما بعد الثورة انتخبت لمدة سنة ولهدف واحد هو سن الدستور.. لكنهم حولوا المسار السياسي وباتوا يتصرفون وكأنهم وصلوا للسلطة عبر انتخابات برلمانية عادية.. وقسموا السلطة في محاصصة مع حزبين آخرين. ولكن الأكيد أن الفترة الماضية كانت وضعاً غير قانوني، فبعد سنة نزعت الشرعية عن المؤسسات لانتهاء التفويض. كيف تقيّمون فترة الحكم الماضية التي كانت تهيمن عليها «النهضة»؟ حاولوا فرض انقلاب حضاري على حياة التونسيين، فبدؤوا في أسلمة الدولة وكان لذلك رد فعل قوي في المجتمع. كما لعبوا على التناقضات عبر تقسيم المجتمع إلى مسلمين جيدين ومسلمين غير جيدين، إلى جانب تهاونهم مع العنف
ماذا تأخذون على «النهضة» وأسلوبها السياسي؟ نحمل النهضة ثلاث مسؤوليات: • انقلابهم على التفويض الشعبي الذي كان واضح المدة والأهداف. • إساءة إدارة السلطة. فالحكومتان اللتان شكلتا خلال هيمنة النهضة على الحكم كانتا قائمتين على المحاصصة الحزبية، وأسندت حقائب وزارية إلى أشخاص غير أكفاء، وكان المعيار الوحيد هو الموالاة الحزبية. • لم يكونوا حازمين في معالجة الملفات الأمنية، وذلك بسبب محاباتهم الآيديولوجية للسلفيين. وهذه ثلاثة أخطاء فادحة، ففي الوضع الانتقالي الذي كانت تعيشه البلاد كل خطأ يعادل مئة.