أدان اليوم مركز تونس لحرية الصحافة فى بيان له الإعتداءات على الصحفيين أثناء تغطية الإستحقاق الإنتخابي الرئاسي قام رئيس مركز إقتراع "عين زانة" التابع لمنطقة الشبيكة التابعة لولاية القيروان يوم الأحد 23 نوفمبر الجاري بمنع الصحفي بجريدة "الشروق" الخاصّة ناجح الزغدودي من العمل على خلفية تشكيه حول منعه من العمل خلال الانتخابات التشريعية التي تمت في تونس في 27 أكتوبر المنقضي. وأفاد الزغدودي لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصحافة أنّ " رئيس مركز اقتراع "عين زانة" قام بمنعي من التصوير في محيط مركز الاقتراع مؤكدا أنّه لن يسمح لي بالعمل في مركز الاقتراع". وأضاف الزغدودي "وشدد رئيس مركز الاقتراع أنه لن يفيدني التشكي لأنه لن يسمح لي بالعمل بسبب تشكيّ وتمريري لمراسلة في الانتخابات التشريعية لإحدى الاذاعات الخاصّة قلت فيها أنه تم منعي من العمل في مركز الاقتراع المذكور". كما تعمّد أحد ممثلي المرشح الرئاسي محمد منصف المزوقي الإعتداء بالعنف الجسدي على الصحفية بموقع إذاعة "اكسبراس أف أم" الخاصّة ريم حسناوي في اليوم نفسه على خلفية تصويرها مناوشة صارت بين زميله وأحد أعضاء مكتب إقتراع بمركز الاقتراع ب "المدرسة الابتدائية بباب سويقة" بتونس. وطالب ممثلو المرشح الصحفية بالإنسحاب ومغادرة المكان لولا تدخل رئيس مركز الإقتراع. وأفادت حسناوي لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصّحافة أنه "فور وصولي لمركز الاقتراع المذكور لاحظت مناوشة في محيط مركز الاقتراع فأخذت هاتفي وبدأت بتصوير ما يحصل لفائدة موقع الإذاعة". وأضافت حسناوي "وفجأة تلقيت ضربة قوية على مستوى اليد من أحد الأشخاص تبين فيما بعد أنه ممثل المرشح الرئاسي المرزوقي وطالبني المعتدي بالتوقف عن التصوير ومغادرة المكان مؤكدا أنه لا يحق لي تصوير زميله في مناوشة مع عضو مكتب الاقتراع" ولفتت حسناوي أن "ممثلو المرزوقي طالبنوي بالمغادرة مؤكدين أن الإعلام يعمل على إفساد الانتخابات وأنه لا يحق لي التصوير". وإستنجدت الصحفية برئيس مركز الإقتراع الذي أكد لممثل المرشح الرئاسي أنه يحق لكل صحفي يحمل اعتمادا من هيئة الانتخابات تصوير كل ما يحدث في محيط مراكز الاقتراع دون إذن من أحد لتواصل بذلك الصحفية عملها. وقد عمدت إحدى المواطنات بمكتب إقتراع "معهد نهج مرسيليا " بتونس العاصمة إلى الإعتداء بالعنف اللفظي على المصور الصحفي بجريدة "التونسية" الخاصّة نبيل شرف الدين خلال تصويره لها وهي تقوم بعملية اقتراع وهمية أمام مقر مركز الاقتراع . وأوضح شرف الدين لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصحافة أنه " تفطنت رفقة إحدى الزميلات إلى وجود إمرأة أمام مركز الاقتراع المذكورقد قامت بوضع صندوق اقتراع صوري أمام المقرّ فقمت بتصويرها بإعتبار هذه الممارسة خارقة للقانون الانتخابي" وأضاف شرف الدين أنه "فور ملاحظة المرأة لي قامت بالتوجه نحوي وسبي وشتمي وصعّدت الموقف للتغطية على المخالفة التي تقوم بها" كما عمد رئيس مركز الإقتراع بالكرم بتونس العاصمة إلى منع فريق عمل قناة "تي أف أن" الفرنسية من التصوير في مخالفة لمقتضيات القانون المنظم للتغطية الإعلامية داخل وسط مركز الإقتراع ومحيطه. و قد طالب رئيس المركز الفريق بترخيص كتابي من الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات للسماح له بالتصوير واستنجد بالأمن الموجود أمام مركز الإقتراع لمنع عمل الطاقم الصحفي. وأفاد الصحفي المتعاون بالقناة "تي أف أن" مجدي الورفلي أنه "قام رئيس مركز الإقتراع بالكرم بمنعنا من التصوير في محيط مركز الاقتراع وطالبنا بترخيص كتابي من هيئة الانتخابات رغم حملنا لبطاقات الإعتماد التي تخول لنا العمل في محيط مراكز الإقتراع كافة" وأضاف الورفلي "استنجد رئيس المركز بالأمن الموجود لحماية مركز الاقتراع الذي طالبنا بالترخيص فمددناه بترخيص عمل القناة الأجنبية في تونس من قبل رئاسة الحكومة إضافة إلى بطاقات اعتمادنا من الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات ولكن لم نتمكن رغم ذلك من العمل" وقد شمل الإنتهاك كل فريق عمل "تي أف أن" الفرنسية مجدي الورفلي والصحفية ليز ايور. إن مركز تونس لحريّة الصحافة إذ يشير إلى الإنخفاض في عدد الإنتهاكات في حقّ الإعلاميين أثناء تغطيتهم لانتخابات 23 نوفمبر الجاري بالمقارنة بما حصل أثناء الإنتخابات التشريعيّة، فإنّه يعتبر أنّ ما حصل من إعتداءات أثناء تغطية الانتخابات الرئاسيّة من قبل عدد من المتدخلين في هذه العمليّة لا يمكن قبوله أو تمريره و الذي يرجع بعضه إلى التهاون في محاسبة المعتدين في الطور التشريعي. ويدعو المركز إلى ضرورة تلافي هذا الوضع في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسيّة