في كتاب نادر يصدر لأوّل مرّة في تونس تحت عنوان "الجزر التونسيّة والمنارات والطيور" يتعرّف القارئ على ثلاث عناصر 1ساسيّة من هذه الثروة التونسيّة غير المعروفة. إذ ما لا يعرفه الكثيرون 1نّ البلاد التونسيّة تعدّ ما لا يقلّ عن 60 جزيرة البعض منها كبيرة وأخرى صغيرة، من جالطة إلى جربة مرورا بزمبرة وقورية وقرقنة والكنائس وغيرها. ولا تخلو جزيرة واحدة منها، إلى جانب الموانئ والسواحل التونسيّة من منارات ضوئيّة تهدي السفن وترشدهم في مسارهم وتقيهم من الإصطدام بالصخور. وهي منشآت تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وتشكّل نماذج معماريّة فريدة من نوعها، وتتولّى حاليّا إدارتها البحريّة التونسيّة. كما لا تخلو 1يّ جزيرة وباقي سائر البلاد التونسيّة من الطيور التي لا يقل 1صنافها عن 400 نوع، منها النادرة جدا. فماذا نعرف عن كلّ هذا المخزون الطبيعي الذي تزخر به بلادنا ؟ وماهي خصائص المنارات ؟ وماهي اهم انواع الطيور في تونس والمخاطر التي تتهددها ؟. كل هذه الاسئلة يجيب عنها هذا الكتاب الهام جدا الذي يجمع سلسلة من النصوص والخرائط والصور التي نشر العديد منها ضمن مجلة ليدرز الشهريّة على 1عداد ممتالية ويسلط الكتاب الضوء على الطبيعة الخلاّبة للبلاد التونسيّة التي تتميّز بمجموعة متنوّعة من المناظر الطبيعيّة من غابات الشمال وصحراء الجنوب، الى سواحلها التي تمتد على طول 1350 كلم، وجزرها التي لا تقل عن 60 كبيرة وصغيرة. فمن "جالطة" ببنزرت الى "جربة" في الجنوب، تجعل هذه الجزر من تونس بلدا سياحيا بإمتياز كما تمثل مواقع ذات اهمية كبرى اقتصاديا واستراتيجيا وبيولوجيا. ولا يعرف عن هذه الجرز سوى القليل ذلك ان العديد منها لم تبح بعد بمختلف اسرارها سواء الى التونسيين او الاجانب وقد تطرق الكتاب الى مختلف خصائص هذه الجزر من جالطة، اقصى نقطة في شمال إفريقيا، وشكلي التي تتوسط بحيرة تونس، وزمبرة جوهرة المتوسط، وقورية، موطن السلاحف البحرية، وقرقنة ومحطتها السياحية سيدي فنخل، والكنائس، إلى جربة ورمالها الذهبية وحين نتطرق الى الشواطئ والجزر، يجرّنا الحديث عن المنارات وهي دليل البحارة وجزء من التراث التونسي. فقد هيأت تونس على شواطئها وفي مرتفعات جزرها شبكة تضم 19 منارة منتشرة في كل من جزيرة قاليتون، وجالطة وراس 1نجلة في الشمال، وقورية بالمنستير وطينة بصفاقس و تاقرماس بجربة وغيرها. وأينما كان موقعها، سواء بعيدا في الجزر او في المناطق السكنية على غرار سيدي بوسعيد او في قلب المدينة مثل سوسة والمهدية او خارج المدن، تتميّز المنارات بكونها معلما تاريخيا له سحره الخاص. وهو عالم تكشفه ليدرز حصريا وذلك بفضل التعاون مع مصلحة المنارات والعلامات البحرية بوزارة الدفاع الوطني ومساعدة وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي. ويطّلع القارئ على مختلف انظمة العلامات البحريّة بتونس وأسباب انشاء احمد باي اول منارة سنة 1841 بسيدي بوسعيد. والخصائص الرائدة عالميا لمناراتي طينة وتاقرماس وكيف يعيش حراس المنارات وبقدر الاهميّة التي 1ولاها الكتاب لمميّزات الجزر التونسية والمنارات، بقدر ما سلط الضوء على المواقع الاستثنائية التي تتواجد بها انواع مختلفة من الطيور. ذلك انه يوجد بتونس ما يقارب 400 نوع مختلف من الطيور، منها النادرة جدا. وفي المقابل، وعلى غرار مختلف الكنوز، تثير هذه الطيور طمع العديد من الصيادين مما يجعلها عرضة لخطر الصيد العشوائي. كما يمكن الاطلاع على مختلف انواع هذه الطيور والمخاطر التي تتهددها ومعرفة جمعية احباء الطيور (AAO)، والتي تعنى بحماية الطيور المهاجرة والمستقرة بتونس وتقدم الدعم الضروري للباحثين في هذا المجال. ويتوفر الكتاب في المكتبات التونسية كما يمكن اقتنائه مباشرة من مقر مجلة ليدرز (مجمع النور، مدينة العلوم، حي المهرجان المركز العمراني الشمالي