من بين كلّ الأخبار والأنباء التي تخصّ تونس، اختار الموقع الإلكتروني لقناة سكاي العربية زاوية وحيدة لتغطية الأحداث في تونس، زاوية ركّزت بالأساس على حركة النهضة وعلى رئيسها راشد الغنوشي، حيث خصصت المنصّة المذكورة، والّتي مقرّها الإمارات، عشرات المقالات للحديث بشكل سلبي عن حركة النهضة مستعينة بقيادات سياسية تونسية أغلبها من المقربين من الحزب الدستوري الحرّ، سليل المنظومة القديمة التي اطاح بها الشعب التونسي في ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة. ورغم الأصوات المحذرة من الدور التخريبي للأذرع الإماراتية في تونس، تواصل الصحف الإماراتية انتهاج سياسة التصعيد تجاه تونس عبر التدخل السافر في شؤونها مستعينة بقيادات سياسية من الداخل، هدفها زعزعة النظام السياسي وأركانه وإعادة التموقع السياسي. وصعدّت "سكاي نيوز" من حدة هجومها في اتّجاه تشويه حركة النهضة والدعوة لسحب الثقة من رئيسها راشد الغنوشي، حيث خصصت سكاي نيوز عشرات المقالات التي تصبّ في هذا الاتجاه، بشكل يدعو للريبة. وكان رئيس كتلة حركة النهضة في مجلس نواب الشعب نور الدين البحيري قد حذر في مقابلته مع موقع "عربي بوست"، قبل يومين، من الدور التخريبي للإمارات في تونس، مشيرا إلى أنها تستعين في ذلك ببعض الوجوه السياسية على غرار رئيسة الدستوري الحر عبير موسى واصفا إياها ب" أداة للمشروع الإماراتي والمصري، لضرب واستهداف وتخريب التجربة الديمقراطية في تونس". وأوضح البحيري أن حركة النهضة تنصح الإمارات باستثمار أموالها في قطاعات تحسن مستوى عيش الإماراتيين أفضل من أن تخصصها ل"شخصيات وجهات مأجورة" في تونس، في إطار سعيها لضرب النموذج الديمقراطي التونسي. وتابع البحيري: "ثورتنا وتجربتنا الديمقراطية ليست للتصدير، ونحن نعمل على تطوير بلادنا دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ودون الاصطفاف وراء أي محور إقليمي أو دولي، وما نطلبه فقط من الإمارات ومَن معها هو احترام شؤوننا الداخلية وعدم التدخل فيها". وشدّد البحيري على أن تونس اليوم باتت مستهدفة من محور إقليمي تقوده مصر والإمارات والسعودية، يهدف لضرب ما حققته تونس من نجاحات في تجربتها الديمقراطية، والتسويق لإخفاق الثورة التونسية من خلال الاستثمار في الاحتجاجات والمشاكل الاقتصادية التي تعيشها تونس.