جدل وضجة واسعان خلقهما حزب نداء تونس في حملته الانتخابية تأهبا للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 6 ماي الجاري، إثر استغلاله لمكونات الحكومة من وزراء وكتاب دولة في حملة الحزب، وقد تأجج الجدل عقب انخراط كل من رئيسي الجمهورية والحكومة في حملة الحزب الانتخابية، الأمر الذي اعتبره متابعون خرقا صارخا للقانون سيما وان على سلط القيادة الالتزام بمبدأ الحياد تجاه كل التونسيين. وقد تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يقر فيه رئيس الحكومة يوسف الشاهد علنا بأنه سينتخب حزب نداء تونس في الانتخابات البلدية، وهو ما اعتبروه انخراطا في الحملة الانتخابية للحزب وتسويقا له للتأثير على عدد من التونسيين. و قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد انه "مثل رئيس الجمهورية لن يكون مستقلا و سيعطي صوته لحزب نداء تونس في الانتخابات البلدية المنتظر اجراؤها يوم الاحد 06 ماي ". و قال الشاهد "فبحيث أنا كيف الرئيس مانيش مستقلّ.. أنا ولد نداء تونس، ونعرف لشكون باش نصوّت نهار الأحد، ويلزم التوانسة يمشييوا يصوتوا بكثافة". وسبق أن شارك يوسف الشاهد يوم الأحد 22 أفريل السابق في الحملة الإنتخابية للبلديات لقائمة حركة نداء تونس بقرطاج ، الأمر الذي خلق جدلا واسعا.. وفي سياق متصل، نشرت الأحد المنقضي صفحة "حركة نداء تونسالمرسى" بموقع التواصل الاجتماعي و المخصصة للترويج للحملة الانتخابية للحزب صورا لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يتجوّل في ضاحية المرسى في عملية تسويق لحزبه الذي "أسسه ". وقبلها بيومين ، أعلن رئيس الجمهورية صراحة دعمه لحركة نداء تونس في الانتخابات البلدية في مقطع فيديو حاول من خلاله اظهار مكانة حزبه في المشهد السياسي وقال إنه مؤسس للحركة وليس بالمنتمي لها فقط فدمج بذلك الدور الرئاسي بدوره السياسي . وكانت منصات التواصل الاجتماعي قد تداولت صورا لعدد من الوزراء يشاركون في الحملة الانتخابية لنداء تونس على غرار وزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني ووزير النقل أنيس غديرة…. وفي هذا الصدد، لاحظ الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري وسيم البوثوري، في تصريح ل"الشاهد"، وجود ما اعتبره "خروقات كثيرة" في الحملات الانتخابية لبعض الأحزاب ، مشيرا إلى أنّ نداء تونس استغلّ الإدارة و أجهزة الدولة في حملتة الانتخابية حيث نجد وزير الثقافة محمد زين العابدين مُشرفا على حملة النداء وهذا منافي للقانون و فيه خلط بين مكونات الدولة و الحزب، على حدّ قوله و دعا وسيم البوثوري الهيئة الانتخابية إلى النأي بنفسها عن التجاذبات السياسية و التزامها بالحياد التام مع كافة المشاركين في العملية الانتخابية ، قائلا : أتمنّى أن تقوم الهيئة بدورها على أكمل وجه و تكون صارمة مع القائمات المخالفة للقانون و تكفّ التضييقات التي تمارسها مع القائمات الأخرى المنضبطة." وكان عدد من السياسيين قد انتقدوا انخراط مكونات الدولة في الحملة الانتخابية لنداء تونس واعتبروا ذلك تجاوزا للخطوط الحمراء على اعتبار عدم حفاظ الإدارة على مبدأ الحياد. و بعد الجدل الذي اثارته مشاركة وزراء نداء تونس في الحملات الانتخابية بشكل اثار ضجة إعلاميا وعلى نطاق منصات التواصل ، برهان بسيس يردّ بأن قيادات النداء "انتشروا " في مختلف جهات الجمهورية وان مشاركة اعضاء الحكومة يجب ان تكون خارج اوقات عملهم وهو ما حددته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وقال بسيس ان قيادات النداء "انتشروا " في مختلف جهات الجمهورية وان مشاركة اعضاء الحكومة يجب ان تكون خارج اوقات عملهم وهو ما حددته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وهو ما رصدته الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات بتطاوين التي راقبت جولتهم في السوق. ومن جانبه، زايد كرشود عضو المكتب الوطني واللجنة الوطنية للانتخابات بحزب نداء تونس اعتبر هذه الاتهامات لا تستقيم من الناحية السياسية والقانونية. و اعتبر كرشود أن أعضاء الحكومة الندائيين من حقهم ممارسة العمل السياسي والحزبي سواء في الفترات العادية او خلال الفترات الانتخابية باعتبارهم منتمين الى الحزب ووصلوا الى المناصب الحكومية بفضل الحزب ايضا. وأضاف أن هذه الممارسة السياسية مضبوطة بشروط على غرار ان يكون ذلك خارج اوقات العمل الرسمي ودون استعمال وسائل الدولة ( السيارات – المقرات – الامكانيات المالية – السلطة المعنوية..) مشيرا الى ان ذلك يحصل في كل الحملات الانتخابية بمختلف دول العالم بما فيها الديمقراطيات الكبرى. وأضاف زايد كرشود أن هيئة الانتخابات ستراقب ذلك الى جانب المجتمع المدني وبقية الاحزاب وفي صورة ارتكاب اي تجاوز سيقع التفطن اليه معتبرا أن أبناء الحزب من أعضاء الحكومة على أتم الوعي بذلك. ولن يرتكبوا تجاوزات في هذا المجال .