لم تُوجه لتونس الدعوة لحضور مؤتمر برلين، الأمر الذي أثار استياء السّلطات التونسية، عبّر عنه سفير تونسبألمانيا أحمد شفرة الذي أبدى استغرابه من عقد مؤتمر برلين دون مشاركة تونس، متسائلا عما إذا كان هنالك “فيتو” على مشاركتها. وقال أحمد شفرة في تصريح لموقع دويتشه فيله الألماني: “باستغراب كبير تلقينا البيان الذي صدر بشأن مؤتمر برلين المخصص للأزمة الليبية وعدم مشاركة تونس فيه. وقد فاجأنها هذا الأمر بشكل كبير لأن تونس هي أكبر بلد مهتم بالوضع في ليبيا وهي أكثر بلد متضرر مما يجري في هذا البلد الجار”. وأضاف السفير: “ما أثار دهشتنا أكثر كونه يأتي من ألمانيا الشريك الذي تربطه بتونس علاقات جيدة وممتازة وقائمة على الثقة”. وتابع سفير تونسبألمانيا أحمد شفرة “لتمت اتصالات بين الجانبين وعلى أعلى مستوى، وهنالك مساعٍ حثيثة جرت منذ انطلاق المسار التحضيري لمؤتمر برلين. فقد سعت تونس لحث ألمانيا وتحسيسها بأهمية دور دول الجوار، باعتبارها أكثر الدول المتضررة من الأزمة الليبية. وقامت الديبلوماسية التونسية بنشاط كبير على جميع المستويات. ولا أكشف سرا عندما أقول بأن اللقاء الذي جمع فخامة الرئيس قيس سعيد بوزير خارجية ألمانيا السيد هايكو ماس، الذي كان أول مسؤول أجنبي كبير يستقبله الرئيس التونسي بعد تسلمه مهامه، وفي لقائهما كانت حصة الأسد من المحادثات حول الملف الليبي، وأعتقد أن الجانب الألماني كان مدركا لأهمية هذا الملف بالنسبة لتونس وللرأي العام التونسي بالخصوص”. وأعلنت برلين قائمة الدول والمنظمات التي من المنتظر مشاركتها يوم 19 جانفي الجاري في مؤتمر برلين حول ليبيا والتي لم تتضمن دعوة تونس، فيما وجهت الدعوة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات العربية المتحدة وتركيا وجمهورية الكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر، وكذلك الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. وعلّق الدبلوماسي السابق على إقصاء تونس، مرجحا أن تكون ألمانيا تبنّت الموقف الرسمي التونسي المحايد من الأزمة الليبية من خلال زيارة وزير الخارجية الألماني في نوفمبر الماضي والاتصال الذي أجرته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس الجمهورية قيس سعيد. وبيّن ونيس، في تصريح صحفي أدلى به اليوم، أن الدولة الوحيدة التي تقف إلى جانب تونس في صف الحياد هي الكونغو وتم استدعاء رئيسها باعتباره رئيسا للاتحاد الإفريقي في الظرف الحالي، حسب تقديره.