أعطى السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين اشارة انطلاق البوابة التوثيقية لمركز التوثيق الوطني وذلك لدى إشرافه يوم الثلاثاء بمدينة العلوم على افتتاح الندوة التي نظمها مركز التوثيق الوطني حول “التوثيق الاعلامي : رهانات وتحديات”. وأكد الوزير في كلمته بالمناسبة ان هذا المشروع المتميز من شأنه ان يقدم مادة اعلامية متطورة وثرية العناصر حول تاريخ تونس وانجازاتها في مختلف الميادين ويساهم في التعريف بالرصيد الوثائقي المتوفر بالمركز في شكل قواعد بيانات مترابطة ومتكاملة ومتفاعلة يسهل النفاذ اليها عن بعد من قبل الاعلاميين والاتصاليين والموثقين والباحثين وغيرهم من المستفيدين. وبين ان هذا المشروع الذى يتم تغذيته بشكل مستمر بما يستجيب لحاجة الأسرة الإعلامية وانتظاراتها يتكامل مع بقية الجهود التي تبذلها الهياكل الاعلامية الاخرى حيث سيوفر في مرحلة اولى اكثر من 220 الف مقال صحفي موثق تتناول مجمل المواضيع المطروحة على الساحتين الوطنية والعالمية. واضاف ان هذه البوابة التوثيقية الالكترونية ستساهم في تحسين طرق الحصول على المعلومة وتكريس القرب في مجال التوثيق الاعلامي من خلال تقديم منتوج اعلامي ثرى ومتنوع يعكس النقلة النوعية التي يشهدها القطاع باعتباره سندا للمد الاصلاحي والمسيرة التنموية التي تعيشها تونس. ودعا في هذا الاطار الاعلام الوطني الى ان يتبوأ المكانة التي هو بها جدير في المشهد الاتصالي المعولم بفضل ما توفر له من اصلاحات وقدرات اضافية. وبعد ان اكد حرص الرئيس زين العابدين بن علي على توفير كل اسباب انصهار البلاد في القرية الكونية من خلال تتالي الاجراءات والقرارات الرامية الى تعميم تكنولوجيا المعلومات ونشر ثقافتها على اوسع نطاق اشار السيد رافع دخيل ما توليه الوزارة من عناية للموثقين والمختصين في مجال المعلومات لا سيما عبر تعزيز المركز الوطني للتوثيق بالامكانيات البشرية والمادية وتوسيع شبكة مكاتب الاعلام والتوثيق الجهوية التابعة له داخل الولايات التي تتوفر على اذاعة جهوية سعيا الى تقريب خدماته الى الاعلاميين. واوضح ان هذا المشروع يندرج كذلك في اطار الحفاظ على المخزون الحضاري للبلاد وعلى الذاكرة الوطنية بمكوناتها الورقية والسمعية البصرية والالكترونية وتوثيقها وتغذيتها باستمرار ووضعها على ذمة الاجيال الحاضرة والقادمة وتوظيفها في خدمة التنمية الشاملة مبرزا الاهتمام الفائق الذى توليه الدولة لقطاع الاعلام والاتصال برصيده الارشيفي ووسائل رقمنته على مستويات التنظيم والهيكلة والتمويل وتوفير الخبرات والموارد البشرية اللازمة. ولاحظ في هذا السياق ان مهن الاعلام والتوثيق والمعلومات مدعوة الى مزيد التطور والمراجعة المستمرة بما يستجيب لمقتضيات مجتمع المعلومات وما يتطلبه من حسن الادارة العلمية للمعلومات ومحتوياتها وامتلاك التكنولوجيا الاكثر نجاعة للعمل التوثيقي وتحقيق الجودة الشاملة في تقديم المعلومة وتسهيل مسالك النفاذ الى العالم الرقمي. وأضاف الوزير ان هذا التمشي بالنسبة لقطاع الاعلام والاتصال يندرج في اطار الاستراتيجية متكاملة العناصر التي اذن بها الرئيس زين العابدين بن علي لتطوير القطاع وتاهيل مؤسساته ودعم امكانياته ووسائل عمله مذكرا بدعوة رئيس الدولة الاسرة الاعلامية في رسالته الاخيرة الى الانخراط في الثورة الاتصالية والاستفادة من تقنياتها المتعددة بما يعكس ما تشهده البلاد من تحولات عميقة ومتسارعة في مختلف مجالات التنمية. وابرز السيد رافع دخيل من جهة اخرى ما يشهده قطاع الاعلام والاتصال من صحافة مكتوبة والكترونية واعلام سمعي بصرى وتوثيق ورقي والكتروني من تحديث متواصل حتى يستجيب لتطورات المرحلة القادمة وينخرط في الفضاء الاتصالي المعولم مشيرا الى التزايد المستمر في عدد الصحف الوطنية الذى وصل حاليا الى 284 عنوانا في اكثر من 25 اختصاصا الى جانب تزايد العناوين الاجنبية الموزعة في تونس الذى يفوق عددها اليوم 1160 عنوانا في سبع لغات مختلفة. وبين ان تصنيف تونس مؤخرا من قبل المنتدى الاقتصادى العالمي دافوس في المرتبة الاولى مغاربيا وافريقيا للسنة الثالثة على التوالي والمرتبة 38 عالميا من ضمن 134 دولة في مجال توفير البنية التحتية العصرية للاتصال يعد شهادة تقدير اضافية للبلاد على مراهنتها على الاستثمار في الذكاء بما اهلها لتكون قطبا اقليميا في الاقتصاد اللامادي. واوضح الوزير في ختام كلمته ان الوزارة منكبة حاليا على انهاء اللمسات الاخيرة لمشروع مقر التلفزة التونسية الجديد وتدريب الصحفيين على تقنيات التعامل الناجع مع قاعة الاخبار الحديثة “نيوز روم” مشيرا الى التعاون القائم مع المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات حول البث التلفزي عن طريق الهاتف النقال والى احكام عملية الانتقال الى مرحلة البث التلفزي الرقمي في إطار خطة متكاملة. ومن جهته اكد السيد الصحراوى قمعون المدير العام لمركز التوثيق الوطني ان هذه البوابة التوثيقية الالكترونية تعد ثمرة سنوات من الجهد معربا عن الامل في ان تضطلع بمهامها على اكمل وجه وان تساهم في تيسير النفاذ الى المعرفة والمعلومات للجميع وخاصة منهم الطلبة والاعلاميون والباحثون. وتم خلال الجلسة الافتتاحية تقديم عرض شامل حول هذه البوابة التوثيقية التي تحتوى على ملفات توثيقية على الخط تستعرض انجازات تونس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالاضافة الى قاعدة للبيانات والقصاصات الصحفية التي تضم اكثر من 220 الف مقال صحفي من مختلف عناوين الصحف الوطنية العمومية والخاصة والمستقلة بما يعكس ثراء وتنوع المشهد الاعلامي منذ التغيير. كما تضم البوابة التي تقدم خدمات عن بعد وعمليات بحث متعددة حسب المواصفات الدولية فهرسا بيبليوغرافيا يحتوى قرابة 14 الف كتاب ومرجع ومعجم موضوعة على ذمة العموم والاعلاميين والباحثين بالاضافة الى النصوص القانونية المتعلقة بمجال التوثيق والاعلام والاتصال وقائمة في عناوين البوابات والمواقع التوثيقية الوطنية والاجنبية وكذلك رصيد الصور القديمة المتوفرة بالمركز حول تاريخ تونس القديم والمعاصر.