مثل موضوع «الاعلام وتحديث المجتمعات العربية والاسلامية» محور لقاء فكري انتظم يوم الاثنين بالعاصمة في اطار “منتدى تونس للسلام” وحضره بالخصوص مفتي الجمهورية فضيلة الشيخ عثمان بطيخ وعدد من ممثلي السلك الديبلوماسي للدول العربية والاسلامية المعتمدين بتونس ونخبة من أهل الفكر والاطارات الدينية.وبين السيد بو بكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية لدى افتتاحه اللقاء أن “منتدى تونس للسلام” فضاء فكري وعلمي منبثق عن الندوة الدولية حول “الاسلام والسلام” التي احتضنتها تونس سنة 2003 ويعنى برصد ما يبذل من جهود لتكريس قيم السلام وترسيخ اسسها في الفكر والسلوك وتقديم الصورة الصحيحة للاسلام وما يتضمنه من مبادىء سامية توءمن بالاعتدال والتسامح وتنبذ كل اشكال الانغلاق والعنف والتطرف. وأشار الى ان مشمولات المنتدى تتمثل بالخصوص في تنظيم الندوات العلمية واللقاءات الفكرية حول قيم السلام والحوار والتفتح والتضامن وتوثيقها وترجمتها الى أهم اللغات العالمية مستعرضا مختلف الانشطة التي قام بها المنتدى منذ امضاء اتفاقية انشائه بين وزارة الشؤون الدينية ومنظمة الموءتمر الاسلامي في الاول من ماي 2005. وأوضح السيد عبد الباقي الهرماسي رئيس المجلس الاعلى للاتصال في محاضرة حول موضوع “الاعلام وتحديث المجتمعات العربية” أن تونس بحكم خصوصياتها التاريخية والجغرافية والاجتماعية انتهجت سواء في مرحلة الاستقلال وبناء الدولة العصرية أو في مرحلة التغيير خيارات تحديثية قوامها فكر تقدمي جرىء يكرس الانفتاح والتسامح في كنف التمسك بأساسيات الهوية الحضارية للبلاد. وبين أن الرئيس زين العابدين بن علي عمل على تأمين استمرارية المشروع التحديثي الوطني والحفاظ على الهوية الوطنية ممسكا بذلك بطرفي المعادلة وهو ما جعل من تجربة تونس في مجال التحديث نموذجا ناجحا ومشعا. ولاحظ ان رئيس الدولة عمل في نطاق هذا المسعى على تكريس اعلام متفاعل مع قضايا المجتمع ومشاغله قائم على الحوار وعلى التعددية الفكرية..اعلام حر وجرىء ومسوءول يهدف الى اشاعة الوعي بالحقوق والواجبات والرفع من مستوى مساهمة الشعب في البناء التنموى بشمول أبعاده. وأكد المحاضر أن الاعلام البعيد عن الاعتدال لا يقدم في النهاية سوى خطاب أحادي مشبع بالتناقضات وهو اعلام يقف حجر عثرة أمام تحديث المجتمعات العربية الاسلامية التي تعاني أصلا من بوءر عديدة للتخلف مستفيدا من سهولة الانتشار وحرية الانتصاب للحساب الخاص في المجال الاعلامي بمختلف اشكاله السمعي البصري أو المكتوب أو الالكتروني.