أخبار تونس - يعتبر الماء أحد شرايين الحياة وسرا من أسرار وجودها ولا شك أن ترشيد استهلاك المياه يعكس الالتزام بالمبادئ الإنسانية الهامة كالمواطنة الصالحة كما أن ترشيد استهلاك الماء رمزًا للتحضر وإسهاماً حقيقيا في حماية البيئة والمحافظة عليها. وتبعا لما تعيشه الموارد المائية في العالم من تهديدات خاصة مع ما يمر به تنتهج تونس سياسة رشيدة في استهلاك المياه لقناعتها بأن الماء مورد نفيس يجب المحافظة عليه من الهدر. وفي هذا الإطار التأم بالحمامات ملتقى علمي حول موضوع الماء والروابط الاجتماعية بالتعاون بين الجمعية التونسية لعلم الاجتماع والجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية والبرنامج الإقليمي للأمم المتحدة “حوكمة الماء في البلدان العربية”. ويهدف برنامج “حوكمة الماء في البلدان العربية” الذي بدأ عمله سنة 2009 إلى مساندة الجهود الإقليمية لرفع كفاءة إدارة واستخدام موارد المياه الشحيحة في الدول العربية من خلال معالجة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لحوكمة المياه في إطار الإدارة المتكاملة للموارد المائية. وتجدر الإشارة إلى أن مشكلة شح المياه تتسارع وتيرتها نتيجة تزايد الطلب على المياه مع التزايد المطرد في أعداد السكان في البلدان العربية، ويسهم تغير المناخ في زيادة وطأة المشكلة. وكانت الأهداف الإنمائية للألفية قد حددت خفض نسبة السكان المحرومين من مياه الشرب إلى النصف كغاية يجب تحقيقها بحلول عام 2015، ولكن وفقاً لتقرير التنمية البشرية الدولي لعام 2006 والذي يصدر بتكليف من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ستتأخر بعض الدول العربية عن تحقيق هذا الهدف بما يجاوز 27 عاماً. كما يعمل “برنامج حوكمة المياه في الدول العربية” على تقديم المساعدة في مجالات الدعم الفني والمشورة فيما يتعلق بالسياسات، وتعزيز القدرات، وإدارة المعلومات، وتوفير التمويل لتحفيز تطوير المشاريع وتنفيذها. ودرس اللقاء مساهمة العلوم الإنسانية والاجتماعية في تقديم الحلول والمقترحات لترشيد استعمال الماء ودور الجمعيات المائية في التصرف في هذه الثروة. وشارك فيه خبراء ومختصون في علم الاجتماع من ايطاليا واسبانيا وفرنسا والسينغال والمغرب وتونس.