رفح القدسالمحتلة (وكالات) : استمرت أمس آلة الحرب الاسرائيلية في اعتداءاتها الوحشية على رفح المنكوبة والمحاصرة حيث أوقع رصاص الصهاينة شهيدة في الثالثة من عمرها بينما رد الفلسطينيون على المذابح المتواصلة بقصف مستوطنات غزة وبعملية فدائية في الضفة الغربية... وبينما تتفاقم معاناة الفلسطينيين في ظل العدوان المستمر حذرت الصحف العبرية جيش الاحتلال الاسرائيلي من الغرق في مستنقع غزة. وفي قطاع غزة تحديدا الذي يتعرض منذ أسبوع تقريبا لأحد أكثر الاجتياحات عدوانية ودموية اقترف الصهاينة امس مزيدا من الجرائم تحت غطاء الحصار الشامل المفروض على منطقة رفح كلها. جرائم فظيعة واغتال القناصة الصهاينة امس الطفلة روان محمد أبوزيد ( سنوت) بينما كانت تلهو امام منزل عائلتها في حي البرازيل برفح حيث لا تزال تتمركز دبابات وجرافات اسرائيلية. واستشهدت الطفلة على الفور بعد ان أصيبت برصاصة في الرأس وأخرى في الرقبة ولم يكتف جيش الاحتلال بقتل الطفلة بل هدم منزل والديها بشكل كامل تقريبا. وفي محيط حي تل السلطان الذي تعرض لتدمير كبير، تمركز عدد كبير من القناصة الاسرائيليين في حين تخضع الدبابات الحي لحصار كامل وهو ما فاقم الوضع الانساني المتدهور أصلا... وفي حدود فجر أمس وقع تبادل لإطلاق النار في الحي الذي يتحصن فيه المئات من عناصر كتائب شهداء الاقصى وفق ما أكده امس أحد مناضلي التنظيم الذي يوصف بأنه الجناح العسكري لحركة فتح. والى غاية يوم امس لا يزال الجيش الاسرائيلي يمنع دخول الصحفيين وسيارات الاسعاف الى معظم أنحاء الحي المحاصر والمعزول تماما. وأعلن أمس قائد الجيش الاسرائيلي «موشي يعالون» بوضوح ان قواته تعتزم مواصلة العدوان، قائلا ان عملية «قوس قزح» التي أوقعت في غضون أيام عشرات الشهداء ومئات الجرحى ستستمر لعدة أيام أخرى. وادعى يعالون العثور على نفق واحد لتهريب الاسلحة في منطقة رفح لكن مصادر صهيونية كانت قد أقرت قبل هذا بإخفاق الجيش الاسرائيلي في اكتشاف اي نفق. وفي رفح ايضا واصلت امس قوات الاحتلال هدم المنازل وتجريف الاراضي. وفي الواقع امتدت الاعتداءات الاسرائيلية ايضا الى خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة الذي استشهد اثنان من أبنائه أمس متأثرين بجروح خطيرة أصيبا بها في وقت سابق. وردت أمس المقاومة الفلسطينية على الاعتداءات الصهيونية بقصف مستوطنات شمال القطاع بصواريخ «القسام» التي تطلقها في العادة كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس». من جهتها تبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العملية الاستشهادية التي وقعت امس عند حاجز عسكري اسرائيلي شرقي مدينة نابلس. وأصيب جندي اسرائيلي على الأقل و فلسطينيين حين فجر الفدائي حزاما ناسفا على مسافة مترا تقريبا من العسكريين الصهاينة الذين كانوا قد اشتبهوا في المقاوم الفلسطيني حسب بيان الجيش الاسرائيلي. وفي قلقيلية نسفت قوات الاحتلال أمس ورشة صناعية ادعت انها تنتج الاسلحة في حين أصيب فلسطيني في قرية «يعبد» غربي جنين أثناء مواجهات بين أهالي القرية وقوة صهيونية. وفي منطقة بيت لحم كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الليلة قبل الماضية قرية «حوسان» وعلى مدى يومين اعتقلت القوات الاسرائيلية حوالي فلسطينيا خلال حملات مداهمة واسعة في مختلف أنحاء الضفة الغربية. مستنقع غزة وتعقيبا على العدوان الاسرائيلي المتواصل على رفح تحديدا حذرت امس صحف عبرية قوات الاحتلال من الغرق في مستنقع قطاع غزة بل ان هذه الصحف. توقعت تكرار سيناريو جنوب لبنان في قطاع غزة. وقالت صحيفة «هآرتس» ان الكيان الصهيوني يواجه خطر الغرق مشيرة الى ان «انجازات» قوات الاحتلال في رفح كانت هزيلة. وكتبت «معاريف» من جهتها تحت عنوان «فشل» : حدث هنا فشل واخفاق ويتوجب على الجيش ان يفحصه ويقيمه. ووصف أحد الكتاب الصحفيين الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة ب»التائه والضال».