قالت الجامعية والعميدة السابقة لكلية العلوم الاقتصادية والتصرف بصفاقس، رياض الزغل، اليوم الاثنين ان المرأة في تونس ما زالت تعاني، رغم ارتفاع مستواها التعليمي، من عوائق اجتماعية عدة في مقدمتها العقلية الذكورية التي تحرمها من التأثير في المجتمع ومن الحصول على وظيفة تتماشى وتخصصها العلمي وتليق بمستواها التعليمي". وأضافت خلال ملتقى بعنوان "نساء الشمال، نساء الجنوب لنكسب النجاح" تنظمه جمعية "مستقبل المتوسط" يومي 14 و15 نوفمبر 2016 بتونس بالتعاون مع مؤسسة "كونراد ايديناور" ان "نسبة حضور المرأة في الجامعات التونسية تتجاوز 60 بالمائة من جملة الملتحقين بالتعليم العالي ومع ذلك فان نسبة البطالة في صفوف الاناث من بين حاملات الشهادات العليا تفوق نسبة بطالة الذكور خريجي التعليم العالي. وأشارت الزغل، في مداخلة لها تحت عنوان "من أجل تصرف أمثل في الثروة الانسانية النسائية" إلى أن النساء التونسيات في الوسطين الحضري والريفي، تتوفرن لديهن مكامن هامة في مجال الأعمال وتساهمن من خلال أنشطتهن في القطاعين المنظم والموازي، بحصة هامة في الناتج الداخلي الخام. وأفادت ان "النساء يقمن بثلثي ساعات العمل المحتسبة في المؤسسات الاقتصادية في العالم، لكن لا يحصلن سوى على ثلث العائدات فقط". ومن جانبها، أكدت رئيسة جمعية "مستقبل المتوسط" فطيمة مالكي بن سلطان، ان الحق في التعليم بالنسبة للفتيات هو حق أساسي تضمنته أغلب دساتير دول العالم مما مثل حافزا لدخول الفتيات إلى المدارس وتحقيق النجاح في مختلف الاختصاصات التعليمية في المعاهد العليا والجامعات، مبينة في المقابل انه رغم تحقيق المرأة جنوب المتوسط، لمكاسب كبرى في مستوى التحصيل العلمي خاصة خلال السنوات الاخيرة، الا ان ذلك لم يترجم إلى وسائل للتأثير على مشاركتها في سوق العمل وفي مواقع القرار. وأكدت على ضرورة زيادة مشاركة المرأة في الحياة العامة والارتقاء بحقوقها وتمكينها من الوصول للموارد والقضاء على الفوارق التربوية ما بين الفتيات والاولاد، والاقرار بقدرات النساء وانتاجيتهن خصوصا المتواجدات في الجهات الداخلية. وأفادت ان 35 فتاة من خريجات التعليم العالي المعطلات عن العمل قدمن من الجهات الحدودية بتونس وسيقمن خلال هذا الملتقى باقتراح مشاريع أو أفكار مشاريع ريادية على الجهات المانحة الحاضرة في الملتقى من أجل تمكينهن اقتصاديا ومرافقتهن على بعث مشاريعهن الاقتصادية في جهاتهن.